الأكثر مشاهدة

السباق نحو “الدوارة” واللحم.. عيد الأضحى يكشف اختلالات سلوك المستهلك المغربي

تواصل أسعار اللحوم و”أحشاء الخروف” في المغرب الارتفاع بشكل لافت مع اقتراب عيد الأضحى، وسط سلوكيات استهلاكية تثير الكثير من الجدل في الأوساط الشعبية وعلى مواقع التواصل الاجتماعي.

ففي الوقت الذي وجه فيه جلالة الملك محمد السادس رسالة ضمنية واضحة برفع الحرج عن المغاربة الراغبين في عدم التضحية هذا العام، بالنظر إلى الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة، اختار البعض تجاهل هذا التيسير والانخراط في سباق محموم نحو اقتناء الأضاحي وتكديس اللحوم بكميات مبالغ فيها.

عدد من المواطنين عبروا في تصريحات استقتها “آنفا نيوز” عن استيائهم من هذا السلوك، معتبرين أن اللهفة غير المبررة على الشراء تسهم في رفع الأسعار بشكل جنوني، وتفتح الباب أمام جشع المضاربين والوسطاء. فأسعار “الدوارة” وحدها بلغت سقف 700 درهم، حسب ما أكده أحد المهنيين في تصريح صحفي، مع توقعات بمزيد من الارتفاع خلال الأيام القليلة المقبلة.

- Ad -

أما أسعار لحوم الأغنام، فقد كشف محمد جبلي، رئيس الفيدرالية المغربية للفاعلين في قطاع المواشي،.. أنها وصلت إلى 90 درهما للكيلوغرام الواحد وأكثر من ذلك في مناطق أخرى،.. وقد تعرف ارتفاعا جديدا خلال الأيام المقبلة نتيجة الإقبال المتزايد من طرف المواطنين.

جبلي أرجع هذا الارتفاع اللافت في أسعار اللحوم إلى القرار المرتبط بإلغاء شعيرة العيد بالنسبة لبعض الفئات،.. وهو ما جعل العرض يقل نسبيا في وقت تزايد فيه الطلب،.. حيث لجأ البعض إلى شراء اللحوم مباشرة عوض اقتناء الأضحية، ما ساهم في الضغط على السوق.

هل فقد العيد معناه؟ المغاربة بين شراء الأضاحي وتجاهل نداءات العقل

لكن في المقابل، يرى كثيرون أن المشكل لا يكمن فقط في قرار الإلغاء،.. بل في غياب وعي جماعي حول ضرورة الانخراط في المجهود الوطني لإعادة تأهيل القطيع الوطني،.. الذي تأثر بشدة خلال السنوات الأخيرة بسبب الجفاف المتكرر.

وتحذر بعض الأصوات من أن هذه التصرفات قد تفشل كل السياسات الحكومية الرامية إلى استعادة التوازن في القطاع الفلاحي،.. خاصة ما يتعلق بإعادة بناء القطيع الوطني وتحقيق استدامة الإنتاج الحيواني.

ومع استمرار هذه الموجة من اللهفة الاستهلاكية، يبدو أن العيد لم يعد مناسبة دينية وروحية فقط،.. بل تحول عند البعض إلى سباق استعراضي للشراء والإنفاق، بعيدا عن روح التضامن والبساطة التي ميزت تقاليد المغاربة لعقود.

مقالات ذات صلة