كشفت مؤشرات حديثة عن تحول مفاجئ في أولويات السياح الفرنسيين لصيف 2025، حيث برز المغرب كأحد أبرز الوجهات المفضلة لديهم، متفوقا على وجهات أوروبية تقليدية. هذا التوجه، الذي أكده استطلاع رأي أنجزته مؤسسة Opinion Way ونشرته إذاعة Beur FM، يعكس تزايد الرهان على المملكة كخيار آمن ومناسب في ظل التقلبات الاقتصادية التي تعرفها فرنسا.
ورغم أن 45% فقط من الفرنسيين يخططون لمغادرة بلدهم هذا الصيف – وهو تراجع بالمقارنة مع نسبة 50% العام الماضي – إلا أن المغرب ظل وجهة صامدة وسط هذا الانكماش. بحسب بيانات موقع المقارنة السياحية Liligo، فإن أكثر من ربع مستخدميه الذين أجروا بحوثا عن وجهات صيفية، اختاروا المغرب، ما يشير إلى مستوى مرتفع من الاهتمام.
ويعود هذا الإقبال، وفق المراقبين، إلى مزيج مثالي يجمع بين القرب الجغرافي، والاستقرار الأمني، وتكلفة الخدمات السياحية المعقولة. كما أن الشعور بالضيافة والانفتاح الثقافي يعزز من جاذبية البلد لدى فئات واسعة من الفرنسيين الباحثين عن وجهات بديلة تمنحهم تجربة استثنائية دون المجازفة.
مدينة مراكش لا تزال تحافظ على موقعها المتقدم، لكن مدنا أخرى بدأت تبزغ بقوة، مثل الصويرة التي شهدت قفزة بنسبة 147% في عمليات البحث، وفاس التي سجلت نموا في الإقبال بلغ 64%، ما يؤشر على تنوع في خيارات السائح الفرنسي ورغبته في اكتشاف تراث المغرب الغني بعيدا عن الوجهات التقليدية.
وفي الوقت نفسه، تشير الإحصاءات إلى أن 67% من الفرنسيين يفضلون البقاء داخل فرنسا خلال عطلتهم الصيفية، وهي نسبة أعلى من السنة الماضية (61%). غير أن هذا التراجع لم يمنع المغرب من الحفاظ على جاذبيته كواحدة من الوجهات القليلة التي واصلت نموها داخل السوق الفرنسية.
وبالنسبة للفاعلين في القطاع السياحي المغربي، فإن هذا الاهتمام الفرنسي يشكل فرصة حقيقية ينبغي استثمارها بذكاء. فإذا ما تم تعزيز حملات الترويج، وتحسين جودة الاستقبال، وتطوير البنية التحتية، فإن السوق الفرنسية يمكن أن تمنح دفعة نوعية لحركية السياحة المغربية في السنوات القادمة.