إذا كنت تعيش أو زرت سان فرانسيسكو، فمن المحتمل أنك قد لاحظت التجارب العديدة لـ السيارات ذاتية القيادة في الشوارع. تحولت المدينة إلى ساحة اختبار حقيقية لمئات السيارات المزودة بالتكنولوجيا المتقدمة، ورغم أن هذا يبدو مشوقا، إلا أن سلسلة من الحوادث الأخيرة زادت من التوتر حول هذه التقنية المستقبلية.
في العام الماضي، تسببت سيارة أجرة ذاتية القيادة في إصابة أحد المشاة بجروح خطيرة، مما أدى إلى قيود تفرضها سلطات إنفاذ القانون في ولاية كاليفورنيا على فرض مخالفات في حالة عدم وجود إنسان وراء عجلة القيادة.
حاليا، لا يمكن للشرطة في كاليفورنيا تحرير مخالفات المرور إلا للبشر، وليس للروبوتات. وهذا يعني أن السيارات ذاتية القيادة التي تعمل بدون سائق تكون عرضة فقط لمخالفات وقوف السيارات.
تقول “وايمو” إن لديها تصريحا لتشغيل 250 سيارة ذاتية القيادة “تاكسي” في سان فرانسيسكو، مع نشر حوالي 100 منها في وقت واحد. من ناحية أخرى، قامت شركة “كروز” بتشغيل 100 سيارة في سان فرانسيسكو وحوالي 300 سيارة في الليل.
يؤكد صناع السيارات ذاتية القيادة أن سياراتهم لن تتحسن دون تسجيل الآلاف من الساعات خلف عجلة القيادة. ولكن مع المخاوف المتزايدة بشأن السلامة، يطرح البعض تساؤلات حول مدى أمان هذه التكنولوجيا مقارنةً بالسائقين البشر.
السيارات ذاتية القيادة ترتكب حوادث أقل
يرى بعض الخبراء أن سائقي السيارات ذاتية القيـادة، برغم أنهم يرتكبون عددا أقل من الأخطاء التي يرتكبها السائقون البشر، إلا أنهم يرتكبون أنواعا جديدة ومثيرة للاهتمام من الأخطاء.
على الرغم من ذلك، تسعى ولاية تكساس، التي تعد موطنا لشركة تسلا، وولاية أريزونا،.. معقلا للقيادة الذاتية، إلى فرض قوانين صارمة للسماح بإصدار مخالفات للسيارات ذاتية القيادة. وتعمل على نفس المنوال التي تنص على أن مالكي هذه السيارات قد يتعرضون لمخالفات مرورية إذا لم تلتزم سياراتهم بقوانين المرور.
على الرغم من أن كل من Cruise و Waymo لم تبلغا عن وفيات ناتجة عن سياراتهم ذاتية القيادة،.. إلا أن هناك متابعة دقيقة لمدى سلامة هذه التكنولوجيا الناشئة. يظهر تقرير حديث من Waymo انخفاضا بنسبة 57٪ في الحوادث التي تم الإبلاغ عنها من قبل الشرطة،.. وانخفاضا بنسبة 85٪ في الحوادث التي تسببت في إصابات جسدية مقارنةً بالسائقين البشر.
على أية حال، يظل الجدل حول سلامة السيارات ذاتية القيادة قائما، ومع اقتراب هذه التقنية من الطرق العامة،.. يبدو أن المناقشات حول مستقبل النقل والتنقل ستظل حية ومستمرة.