وجد الشاب خالد، نجم الراي العالمي، نفسه وسط عاصفة جديدة من الجدل، ولكن هذه المرة ليست حول فنه أو مسيرته الفنية، بل حول اتهامات غير متوقعة تتعلق بالتجسس. تأتي هذه التهم في إطار قضية غامضة ومثيرة، تعيد فيها الجزائر مرة أخرى فتح ملف المغرب كمحور للاتهام، ما يثير العديد من التساؤلات حول دوافع هذه الاتهامات والتوقيت الذي ظهرت فيه.
وفقا لما كشفه الصحفي الجزائري عبدو السمار، المقيم في فرنسا، مؤسس موقع “Algériepart”، تم فتح ملف قضائي بحق الشاب خالد، ملك الراي، بتهمة التجسس لصالح “دولة معادية”، وهي المغرب. يأتي هذا في ظل حملة اتهامات متواصلة ضد رموز جزائرية وارتباطات سياسية واجتماعية معقدة تربط بين الدولة الجزائرية وشخصيات بارزة.
من الحب للوطن إلى قفص الاتهام
منذ عام 2018، لم تطأ قدم الـشاب خالد أرض وطنه الجزائر، وهو الذي لطالما عبر عن حبه وحنينه إليها. إلا أن هذا الحب، وبشكل مفاجئ، تحول إلى موضع شبهة. ووفقا لما أورده السمار، فإن الشاب خالد، الذي يقيم في لوكسمبورغ، استلم يوم 18 أكتوبر إخطارا رسميا من محكمة بير مراد رايس في الجزائر، يتهمه بالتورط في قضية تجسس.
القضية، التي تبدو في تفاصيلها أشبه بقصص الخيال، تتهم الـشاب خالد بالتعاون مع اثنين من أبناء ضابط عسكري جزائري، وهما توفيق وبوعلام بن ناصر، المتورطان في صراعات مع المؤسسة العسكرية الجزائرية، وتحديدا مع رئيس الأركان سعيد شنقريحة.
ما يزيد الغموض حول هذه القضية هو اكتشاف السلطات الجزائرية مجموعة من الصور التي تجمع الـشاب خالد بالإخوة بن ناصر خلال عملية تفتيش لمنزل بوعلام في منطقة بوزريعة العسكرية. هذه الصور،.. بحسب التحقيقات، كانت كافية لإثارة الشكوك حول الـشاب خالد واتهامه بنقل معلومات حساسة إلى المغرب.
من المثير للدهشة أن هذه الصور تعد الدليل الرئيسي الذي تستند إليه المحكمة لتوجيه تهم التجسس ضد الشاب خالد. في المقابل،.. يدافع عبدو السمار عن المغني قائلا إن الـشاب خالد، مثله مثل الكثير من الفنانين، يلتقط صورا مع مئات الآلاف من معجبيه،.. ولا يمكن اعتبار هذه الصور دليلا كافيا لإدانته.
من الصداقة إلى الخيانة؟
لإلقاء الضوء على العلاقة بين الشاب خالد والإخوة بن ناصر، يعود الصحفي إلى بداية صداقتهما، التي تعود إلى عام 2013،.. حينما طلب الـشاب خالد بطاقة قنصلية من بوعلام بن ناصر، الذي كان يعمل في القنصلية الجزائرية في فرنسا. تلك الصداقة تطورت خلال الحملة الانتخابية للرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة، حيث كان الـشاب خالد من الداعمين له.
لكن بعد سنوات،.. تحولت تلك العلاقة إلى موضع شبهات بسبب الخلافات السياسية الداخلية في الجزائر، حيث اتهم الأخوة بن ناصر بالخيانة والتآمر ضد الدولة.
دور المغرب في القضية: الجنسية المغربية والاتهامات المستمرة
يبقى السؤال الأبرز: ما علاقة المغرب بكل هذه الفصول المعقدة؟ لماذا يتم الزج باسم الدولة المغربية في قضية يبدو أنها تتعلق بالداخل الجزائري فقط؟
بحسب السمار، قد يكون السبب في هذه الاتهامات هو حصول الشاب خالد على الجنسية المغربية بمرسوم ملكي في عام 2013، وهو ما أثار غضب النظام الجزائري آنذاك، خاصة مع تصاعد التوترات السياسية بين البلدين. لكن الصحفي يشير بسخرية إلى أن الادعاءات الموجهة ضد الـشاب خالد لا تستند إلى أي أدلة ملموسة تتعلق بالتجسس.
هل سيواجه الشاب خالد مذكرة اعتقال دولية؟
مع تفاقم الأمور، بات الشاب خالد مهددا بمذكرة اعتقال دولية قد تصدر بحقه في حال لم يمثل أمام القضاء الجزائري. هذا التطور قد يفتح فصلا جديدا من هذه القضية المثيرة التي بدأت تأخذ أبعادا دولية.
إقرا أيضا :الشاب خالد يثير موجة غضب في الجزائر بعد حضوره بالمغرب