الأكثر مشاهدة

الطاقة النووية في أوروبا: من يؤيدها ومن يعارضها ولماذا؟

بسبب تاريخها الكارثي، يتجه الانتباه غالبا نحو مصطلح “الطاقة النووية في أوروبا”،.. حيث يتردد الكثيرون في تبنيها كمصدر موثوق وآمن للطاقة.

يعتبر البعض أنها، على عكس الوقود الأحفوري، تعتبر إحدى أنظف مصادر الطاقة لعدم تسببها في انبعاث الغازات الدفيئة. ومع ذلك، تظل النفايات النووية محور قلق لآلاف السنين وتحمل مخاوف بيئية طويلة المدى.

ومع ذلك، تعتبر العديد من الدول الأوروبية الطاقة النووية ضرورية لاستدامة اقتصادها وتعتبرها واحدة من أفضل الخيارات لمواجهة تحديات تغير المناخ.

تعتبر فرنسا من بين الدول التي تؤيد الطاقة النووية وتستخدمها كمصدر للطاقة منخفضة الكربون، ورغم الانقسام الذي شهدته أوروبا بعد حادث فوكوشيما في عام 2011، إلا أن فرنسا واصلت الدفاع عن استخدامها للطاقة النووية. بالإضافة إلى ذلك، قدمت بلدان أوروبية أخرى الدعم لفرنسا في جهودها النووية.

تظل الطاقة النووية حاضرة في أوروبا، حيث تتواجد محطات نووية في 13 دولة من إجمالي 27 دولة عضو في الاتحاد الأوروبي، وتوفر حوالي ربع إجمالي الكهرباء للقارة الأوروبية.

ومع الحس القائم بعدم اليقين حيال موارد الطاقة التقليدية، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خطة استثمار بقيمة 57 مليار دولار لبناء ستة مفاعلات نووية من الجيل التالي في فرنسا اعتبارا من عام 2028.

الدول المعترضة على الطاقة النووية في أوروبا

تأتي بلجيكا وألمانيا، جنبا إلى جنب مع سويسرا وإسبانيا،.. في صف الدول التي تسعى إلى التخلص التدريجي من صناعاتها النووية،.. مع مراعاة الآثار والتحديات الخطيرة المرتبطة بها.

وقد أعلنت هذه الدول عن خطط للتخلي عن الطاقة النووية بالكامل، ورغم ذلك،.. تظل تتردد في التخلص منها تدريجيا نظرا للتغيرات الجيوسياسية لقطاع الطاقة.

ووفقا لتقرير المفوضية الأوروبية، فإن المعارضة للطاقة النووية أدت إلى انخفاض بنسبة 25٪ في إجمالي إنتاج الكهرباء الناتجة عن انشطار الذرات في الاتحاد الأوروبي، الذي يضم 27 دولة، خلال الفترة من 2006 إلى 2020.

التفاؤل يتسارع تجاه الطاقة النووية مع تطور التكنولوجيا

يظهر المزيد من التفاؤل حيال الطاقة النووية مع تقدم التكنولوجيا، وهو أمر يثير الاهتمام وفقا لإحدى الدراسات الأخيرة التي نشرتها المؤسسة المجرية. ويمكن ملاحظة تزايد التصور الإيجابي حول الطاقة النووية في جميع دول الاتحاد الأوروبي، حيث انخفضت نسبة المعارضة لها من 26% إلى 15% وفقا لنتائج الدراسة.

تعزى هذه التحولات في التصورات حول الطاقة النووية إلى فوائدها المتزايدة،.. حيث تلعب دورا كبيرا في تقليل البصمة الكربونية وانبعاثات الغازات الدفيئة، مما يعزز استدامة الطاقة في المستقبل.

بالإضافة إلى ذلك، تتمتع الطاقة النووية بكثافة طاقية عالية بشكل ملحوظ،.. مما يجعلها أكثر كفاءة من المصادر البديلة الأخرى. وبخلاف مصادر الطاقة المتجددة مثل الشمس والرياح،.. تعمل محطات الطاقة النووية بشكل مستقل ولا تعتمد على الظروف الجوية. يمكن أن تشكل الطاقة النووية حلا طويل الأجل،.. مما يقلل من اعتماد الناس على تقلبات أسعار النفط والغاز وتوفرهما.

تظل التحديات قائمة والآراء متباينة

عند النظر إلى الجانب الآخر من الميزان، ينبغي لنا عدم نسيان حقيقة مهمة،.. وهي أن احتمالية وقوع حوادث نووية، مثل تشيرنوبيل وفوكوشيما، قد تترك تأثيرا مدمرا على المجتمعات العالمية.

وتستدعي البنية التحتية لمحطات الطاقة النووية استثمارات كبيرة وتطويرا مستمرا قبل بدء التشغيل. وبعد التشغيل، يظل خطر التعامل مع نفاياتها قائما، إذ يمكن أن يشكل التخلص الآمن منها تحديا هائلا. ونتيجة لذلك، تظل المشاعر تجاه الطاقة النووية متقاطعة ومتباينة في أنحاء أوروبا.

- Advertisement -
مقالات ذات صلة