في مشهد لا يغادر ذاكرة من حضروه، تحول شاطئ سيدي رحال، المعروف باستقطابه للعائلات الباحثة عن نسمة صيفية، إلى مسرح لمأساة إنسانية بعدما تعرضت الطفلة غيثة، ذات الأربع سنوات، لدهس مروع من طرف شاب يقود سيارة رباعية الدفع تجر خلفها دراجة مائية، وذلك يوم 15 يونيو المنصرم.
الطفلة، التي قدمت رفقة عائلتها من إيطاليا لقضاء عطلة الصيف بالمغرب، لا تزال ترقد في وضع صحي حرج نتيجة الإصابات البليغة التي طالت رأسها وجمجمتها. وقد خضعت بالفعل لعملية جراحية أولية، فيما يدرس الطاقم الطبي إمكانية نقلها إلى إيطاليا من أجل تدخل جراحي معقد، بحسب ما صرح به محامي الأسرة خلال جلسة أمس الإثنين بالمحكمة الابتدائية ببرشيد.
دفاع الأسرة: “غيثة تحتاج لخبرة طبية دقيقة وإمكانية عمليات مستقبلية قائمة”
في معرض مرافعته، شدد دفاع الضحية على أن حالة الطفلة قد تستدعي إجراء خبرة طبية متخصصة، نظرا لطبيعة الإصابة التي من الممكن أن تخلف مضاعفات دائمة، سواء من حيث الإدراك أو النمو الطبيعي للدماغ. وأكد أن هذا النوع من الحوادث يفرض تعاملا استثنائيا من الناحية القضائية والطبية على السواء.
من جانبه، رفضت هيئة المحكمة تمتيع المتهم بالسراح المؤقت، كما قررت تأجيل النظر في الملف إلى الجلسة المقررة بتاريخ 23 يوليوز الجاري، ما يعكس جدية القضية وتعقيد أبعادها القانونية والإنسانية.
الحادث المأساوي أعاد إلى الواجهة نقاشا حادا حول شروط السلامة في الشواطئ المغربية، خاصة تلك التي تشهد توافدا مكثفا خلال فصل الصيف. وقد عبر عدد من المصطافين عن صدمتهم وامتعاضهم من الفوضى التي تسمح بولوج المركبات إلى الفضاءات المخصصة للأطفال والعائلات، مما يخلق بيئة غير آمنة يمكن أن تنقلب في أية لحظة إلى مأساة، كما حصل مع الطفلة غيثة.
الشارع المغربي ينتظر اليوم ما ستسفر عنه الجلسات القضائية المقبلة، فيما تبقى عائلة الطفلة معلقة بين الأمل في استشفائها الكامل، والحزن على ما آل إليه يوم كان يفترض أن يكون للفرح والراحة.