أفادت مصادر مطلعة نقلتها وكالة “سبوتنيك” الروسية بأن سلطنة عمان تلعب دور الوسيط في مشاورات تهدف إلى استئناف العلاقات بين المغرب وإيران، والتي انقطعت منذ سنوات. تأتي هذه التحركات في سياق رغبة مشتركة من الجانبين لإعادة بناء جسور التواصل، لكن بشروط تتطلب التوافق على قضايا حساسة.
أكد المغرب أنه لا يمكن استئناف العلاقات مع إيران إلا بعد تحقيق عدد من الشروط الأساسية. أبرز هذه الشروط يتمثل في سحب إيران دعمها لجبهة البوليساريو، حيث يعتبر المغرب أي دعم لهذه الجبهة بمثابة تهديد مباشر لوحدة أراضيه وخطا أحمر لا يقبل النقاش.
ضمن المطالب المغربية، شدد المسؤولون على أهمية احترام العمق الاستراتيجي في منطقة الساحل. يولي المغرب اهتماما كبيرا لهذه المنطقة نظرا لحساسيتها الأمنية والاستراتيجية، مع التأكيد على ضرورة الحد من أي أنشطة إيرانية قد تؤدي إلى زعزعة الاستقرار هناك.
إقرأ أيضا: إيران تصعد ضد المغرب: دعم للبوليساريو يحرج عزيز غالي وداعمي طهران في المملكة
أبرز التقرير أيضا أن المغرب يولي أهمية قصوى لحماية أمنه الديني والروحي، وهو جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المغربي. وأكدت المصادر أن هذه القضية تخضع مباشرة لإشراف مؤسسة إمارة المؤمنين التي يترأسها جلالة الملك محمد السادس، في إطار سعي المغرب للحفاظ على وحدته الروحية واستقلاله الديني.
تشير المعطيات إلى وجود رغبة مشتركة بين المغرب وإيران لإعادة العلاقات، لكن نجاح هذا المسار يعتمد بشكل كبير على مدى التزام إيران بالشروط المغربية واحترام الثوابت الوطنية. يتوقع أن تستمر المشاورات في ظل الدور الفعال الذي تقوم به سلطنة عمان كوسيط محايد.
تظل الأنظار موجهة نحو هذه التطورات، في انتظار ما ستسفر عنه من نتائج قد تفتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين.