في مشهد دبلوماسي يعكس تصدع الجدار الوهمي الذي بنته الجزائر حول أطروحتها الانفصالية، خرجت جمهورية الكونغو الديمقراطية عن صمتها،.. موجهة صفعة سياسية مدوية لنظام العسكر في الجزائر، ولمناوراته الإعلامية التي لم تعد تخدع أحدا. فببيان رسمي لا يحتمل التأويل، كذبت كينشاسا ما تم الترويج له من قبل جبهة البوليساريو وصنيعتها الجزائر بشأن اعتراف مزعوم بالجمهورية الوهمية في تندوف.
لم تتوان وزارة الخارجية الكونغولية في فضح الزيف،.. مؤكدة أن ما نسب إليها لا أساس له من الصحة، وأن الوثيقة التي يزعم النظام الجزائري توقيعها لا توجد إلا في دفاتر خيال مريض يتغذى على الدعاية والانفصال. لتضاف هذه الفضيحة إلى سلسلة من الهزائم الدبلوماسية التي يتلقاها النظام الجزائري كلما حاول تسويق أطروحته المتهالكة.
رد الكونغو الديمقراطية لم يكن مجرد نفي،.. بل جاء محملا برسالة دعم صريح للمغرب، ولسيادته على صحرائه،.. مؤكدا أن مبادرة الحكم الذاتي المغربية تظل الإطار الواقعي والوحيد الكفيل بإغلاق ملف عمره عقود. لقد وضعت كينشاسا النقاط على الحروف،.. معلنة اصطفافها إلى جانب الشرعية والحلول السياسية الواقعية،.. لا إلى جانب المشاريع الانفصالية التي لا تجلب إلا الفوضى والتطرف.
وليست الكونغو وحدها من تحررت من ضغط الدعاية الجزائرية،.. فصدى هذه المواقف يتردد في أروقة مجموعة التنمية لأفريقيا الجنوبية (SADC)،.. حيث تزايدت أصوات الدول الرافضة لإقحام تنظيمات انفصالية في ملفات القارة،.. إدراكا منها بأن الإرهاب لا يولد فقط من البنادق،.. بل أيضا من الخطابات الانفصالية المدعومة بأنظمة تصدر الأوهام وتخنق شعوبها.