في تطورات دبلوماسية هامة، عقد رئيس الجمهورية الجزائرية، عبد المجيد تبون، اجتماعا للمجلس الأعلى للأمن، الذي شهد تفاصيل حول الوضع العام في البلاد والأمور الأمنية المتعلقة بدول الجوار والسواحل.
وفي تصريح للرأي العام، عبر المجلس الأعلى للأمن عن أسفه البالغ إزاء التصعيد العدائي الذي شهدته الجزائر من قِبَل دولة عربية شقيقة، ووفقا لمصادر جزائرية موثوقة، يتعلق الأمر بدولة الإمارات العربية المتحدة.
ألقى رئيس مجلس الأمة الجزائري، صالح قوجيل، في وقت سابق كلمة خلال افتتاح جلسة التصويت على قانون المالية، حيث أشار إلى وجود “أعداء كثر بين ظاهر ومخفي”، من دون الكشف عن هويتهم، لكنه ألمح إلى التصعيد ضد بلاده. وفي سياق مماثل، أكدت أطراف سياسية جزائرية أخرى على “الخطر الذي تشكله الإمارات على الجزائر”، متهمة إياها بتقويض استقرار البلاد لصالح “الكيان الصهيوني”.
وفي غضون ذلك، شن الإعلام الجزائري، المقرب من قطاعي المخابرات والجيش،.. حملة إعلامية مستمرة ضد الإمارات على مدار الأشهر السابقة،.. متهما إياها بتدخل في شؤون الجزائر ودعم المغرب في قضية الصحراء،.. وتقويض مصالحها في دول الساحل والصحراء.
تظهر العلاقات الدبلوماسية بين الجزائر والإمارات على وشك الوصول إلى مستوى منخفض جديد،.. وذلك بعد التدهور الكبير الذي شهدته هذه العلاقات، كما أشارت إليه تقارير الصحافة الجزائرية في عدة مناسبات،.. وتعليقات مسؤولين جزائريين. ورغم التكهنات التي تشير إلى استعداد الجزائر لقطع علاقتها مع الإمارات،.. إلا أنها تواجه مخاوف من الآثار السلبية التي قد تترتب على هذه الخطوة.
في يونيو الماضي، نشرت قناة النهار الجزائرية خبرا أثار قلقا كبيرا في الأوساط الجزائرية والإماراتية،.. حيث أعلنت طرد السفير الإماراتي بعد اكتشاف وجود أربعة جواسيس في سفارة أبو ظبي. وسارع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون آنذاك إلى إقالة وزير الاتصال لمحاولة التدارك. ما أظهر أن هناك جناحين ورؤيتين داخل الجزائر بخصوص التعامل مع الإمارات.
المجلس الأعلى للأمن يمهد لقطع العلاقات
تتزايد الإشارات إلى أن بيان المجلس الأعلى للأمن الجزائري يمثل خطوة مهمة في اتجاه تأزم العلاقات مع الإمارات. مصادر جزائرية مطلعة تشير إلى أن هذا البيان يمهد الطريق نحو اتخاذ خطوات أكثر تصعيدا، ومن بينها قطع العلاقات مع الإمارات.
وفي هذا السياق، يتجه التصعيد نحو التدريج، حيث يبدو أن الجزائر تفضل اتخاذ إجراءات حذرة قبل اتخاذ خطوات قاطعة. يتوقع أن يكون لديها استراتيجية تصعيدية تتضمن تدابير متنوعة للتعبير عن احتجاجها وموقفها تجاه ما تزعم أنها تصرفات إماراتية عدائية، وقد يكون قطع العلاقات خيارا آخر يتم اللجوء إليه في حال تفاقم التوترات.
بهذا السياق، يبدو أن العلاقات الجزائرية-الإماراتية تتجه نحو فترة حساسة،.. حيث يراقب الرأي العام تطورات الوضع بتوتر ويتوقع مزيدا من التطورات في الأيام القادمة.