أفادت “الصحيفة” بناء على معطيات من مصادر مسؤولة أن المغرب يستعد لتسلم إدارة المجال الجوي لمنطقة الصحراء من إسبانيا، من خلال إعداد المحطة الجوية الجديدة في مدينة أكادير. يأتي هذا التحضير في إطار تنفيذ اتفاق تم التفاوض حوله بعد زيارة رئيس الوزراء الإسباني للمملكة.
ووفقا للمعطيات التي حصلت عليها “الصحيفة”، يخطط المغرب لتقسيم مجاله الجوي إلى منطقتين، شمالية وجنوبية،.. حيث سيظل مركز المراقبة الجوية في الدار البيضاء مسؤولا عن المناطق الشمالية، بينما سيتولى مركز أكادير المنطقة الجنوبية بمجرد تسلم الإدارة من مدريد.
وأشارت المصادر إلى أن المفاوضات جارية بين الحكومتين المغربية والإسبانية حول البيان المشترك الذي تم اعتماده في زيارة رئيس الحكومة الإسبانية للمغرب، والذي يتضمن مسائل مثل المجال الجوي للصحراء والجمارك التجارية في سبتة ومليلية.
وفي سياق متصل، تشير المصادر إلى أن المغرب وإسبانيا يسعيان لحسم القضايا الخلافية بينهما،.. بما في ذلك الحدود البحرية بين الصحراء المغربية وإقليم الكناري الإسباني. وتظهر المعلومات أن المفاوضات “متقدمة جدا” فيما يتعلق بتسليم إدارة المجال الجوي للأقاليم الجنوبية إلى المغرب.
وفي هذا السياق، تعد المحطة الجوية لأكادير، التي أكمل العمل فيها عام 2019، جاهزة لتولي مسؤوليتها الجديدة،.. حيث تعتبر محطة متطورة قادرة على إدارة المجال الجوي المغربي بأكمله. تم تجهيز المحطة لتكون بديلة لمحطة الدار البيضاء في حالة الطوارىء وتوقف الأخيرة عن العمل،.. وستتولى إدارة المجال الجوي للأقاليم الجنوبية بمجرد تسلم الإدارة من إسبانيا.
أكدت المصادر أن الطيران المدني المغربي يحتاج حاليا إلى تنسيق مع مركز المراقبة الجوية الإسباني في لاس بالماس، جزر الكناري. ويرتبط هذا التنسيق بمسائل إدارية، والتي لا تشمل الطيران العسكري المغربي الذي يمتلك حرية الحركة في جميع أنحاء التراب الوطني وفوق الحدود البحرية.
ومع ذلك، يصر المغرب على تولي إدارة الطيران المدني أيضا في المنطقة،.. مما يستلزم من إسبانيا إعلام منظمة الطيران المدني الدولي “الإيكاو” التابعة للأمم المتحدة بحدوث هذا التغيير. ويعكس ذلك اعترافا ضمنيا جديدا من قبل مدريد بالسيادة المغربية على الصحراء.