اتفق المشرعون الأوروبيون على خطوة هامة نحو تحقيق أهداف الاستدامة البيئية، حيث تم التوصل إلى اتفاق يقضي بأن يكون متوسط إنتاج ثاني أكسيد الكربون من الشاحنات والحافلات الجديدة في الاتحاد الأوروبي أقل بنسبة 90% من المستويات الحالية بحلول عام 2040. ويأتي هذا القرار بعد مفاوضات خلف الستائر بين أعضاء البرلمان الأوروبي والمسؤولين الحكوميين في بروكسل.
وفي إطار جهود الاتحاد الأوروبي لتحقيق تحول نحو وسائل النقل الأكثر صداقة للبيئة،.. فإن هذا الاتفاق يعد جزءا من سلسلة من التدابير البيئية التي تستهدف تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون. وبجانب قرار حظر المركبات ذات محركات الاحتراق الداخلي اعتبارا من عام 2035، يتضمن الاتفاق أيضا تشديد تدريجي على معايير انبعاثات ثاني أكسيد الكربون للشاحنات الثقيلة، مع انخفاض يصل إلى 65% بحلول عام 2035.
وتتفق هذه الإجراءات مع الجهود الرامية لتعزيز السلامة البيئية وتحفيز استخدام وسائل النقل البديلة ذات الصفات البيئية المحسنة. يشمل الاتفاق أيضا تحديد هدف مؤقت بنسبة 90% لتقليل انبعاثات الحافلات الحضرية بحلول عام 2030.
وعلى الرغم من وجود استثناءات لتطبيق هذه القواعد على بعض الفئات مثل شاحنات القمامة حتى عام 2035،.. يرحب بشدة بمثل هذه الخطوات التي تعزز الالتزام بتحسين البيئة وتقليل الانبعاثات. وفي هذا السياق، تمكنت المفاوضات من تكليف السلطة التنفيذية للاتحاد الأوروبي بتقييم تسجيل الشاحنات التي تعتمد حصريا على وقود محايد لثاني أكسيد الكربون بحلول عام 2027،.. مما يمثل خطوة هامة نحو الاعتماد على وقود صديق للبيئة.
ردود الأفعال حول القانون الذي أقره المشرعون الأوروبيون
قال فيدور أونترلونر، عضو في مجموعة النقل والبيئة الخضراء: “يخطر الاتحاد الأوروبي الشركات المصنعة للشاحنات بوضوح حول موعد الاستحقاق لجعل معظم سياراتها خالية تقريبا من الانبعاثات. وأصبح لدى منتجي السيارات الأوروبيين الآن مسار واضح لتعزيز إنتاج منصات الكهرباء والهيدروجين،.. مما يمهد الطريق لمواجهة التحديات التي تطرأ نتيجة لتوسع شركة تسلا والمنافسة المتزايدة من الشركات الصينية.”
وفيما يتعلق بشركات صناعة السيارات،.. أشار اتحاد مصنعي السيارات الأوروبي (ACEA) إلى أن معايير الاتحاد الأوروبي هي الأكثر صرامة في العالم،.. وأكد أن الجدول الزمني للتنفيذ يعتبر تحديا بالغ الصعوبة في ظل غياب الظروف الملائمة.
وقال مدير ACEA، الجنرال سيغريد دي فريس، متحدثا نيابة عن شركات صناعة السيارات: “تشمل المكونات الرئيسية للتخلص السريع من الكربون في قطاع النقل الثقيل، إلى جانب المركبات الخالية من الانبعاثات، البنية التحتية للشحن الكهربائي وتعبئة الهيدروجين، وخطط تسعير الكربون الشاملة، بالإضافة إلى تدابير الدعم التي تهدف لتشجيع مشغلي النقل على الاستثمار بسرعة.”
ويظل النص التشريعي الذي تم الاتفاق عليه مؤقتًا، في إطار محادثات “الثلاثية”،.. التي توسطت فيها المفوضية الأوروبية، قيد المصادقة الرسمية من قبل مجلس الاتحاد الأوروبي والبرلمان الأوروبي.