انطلاقة مختلفة تعيشها شوارع مقاطعة المعاريف، حيث انطلقت خلال الأسابيع الأخيرة ورشات تأهيل كبرى أعادت رسم معالم شارع بئر انزران والمناطق المجاورة، في سياق الاستعدادات المكثفة التي تعرفها مدينة الدار البيضاء لاستقبال فعاليات كأس إفريقيا للأمم المرتقبة في غشت المقبل.
هذه الأشغال، التي رصدت لها إمكانيات مالية استثنائية خارج الميزانية العادية، جاءت بمبادرة من ولاية جهة الدار البيضاء سطات، وتشمل إعادة هيكلة عدد من الأزقة والشوارع الحيوية المرتبطة بالمركب الرياضي محمد الخامس. ويأتي في مقدمتها شارع بئر انزران وسقراط والبشير العلج ونصر الدين، إلى جانب أزقة كالفورات وإبراهيم النخعي، وغيرها من النقاط التي تشكل النسيج العمراني المحيط بالمركب.
الأشغال لا تقتصر فقط على تعبيد الطرق، بل تشمل أيضا تحديث البنيات التحتية العميقة، خاصة ما يتعلق بشبكة الصرف الصحي، وتقوية الإنارة العمومية، وتوسيع الأرصفة، وإعادة تهيئة المساحات الخضراء، وهي كلها عناصر تروم تحسين صورة المدينة وتوفير بيئة لائقة لزوارها خلال التظاهرة القارية.
وحسب المعطيات التي حصلت عليها “آنفا نيوز”، فقد تم إنجاز ما يفوق 80 بالمئة من الأشغال الأصعب، خاصة ما يتعلق بالتطهير والربط بشبكات الإنارة، في حين يجري حاليا الاشتغال على التهيئة السطحية التي تشمل تبليط الأرصفة وتزفيت الطرق، وهي أشغال تعتبر أقل تعقيدا لكنها أكثر تأثيرا على جمالية الفضاء العام.
ولم تغب عن الورش مسألة تدبير الفضاء التجاري والاجتماعي. فقد تم الحرص على المحافظة على النشاط التجاري لشارع بئر انزران، الذي يشتهر بالمقاهي والمتاجر، من خلال إعادة تصميم الأرصفة بشكل يحترم خصوصية هذا النشاط، وتوفير حلول لوقوف السيارات تجنب الفوضى وتؤمن انسيابية المرور.
التحولات التي يشهدها الفضاء المحيط بمركب محمد الخامس تعكس وعيا متناميا لدى السلطات بضرورة تجميل المدينة، وتحديث بنياتها، خاصة مع قرب احتضانها لمباريات كأس إفريقيا. ورغم ضغط الزمن، فإن وتيرة الأشغال تبعث على التفاؤل، وتوحي بأن المعاريف تستعد لتكون في الموعد، على المستويين الرياضي والحضري.