استفاق حي المعاريف، أحد أكثر أحياء الدار البيضاء حركية وتنوعا، على إيقاع تغييرات عمرانية كبرى، حيث أصبحت الجرافات والعمال مشهدا يوميا في أبرز شوارعه. فبعد سنوات من الجمود، انطلقت مشاريع ترميم وتأهيل طموحة بإشراف مباشر من وزارة الداخلية وبتنسيق مع والي جهة الدار البيضاء-سطات، محمد امهيدية، في إطار الاستعدادات لاحتضان كأس إفريقيا للأمم 2025.
التمويل الاستثنائي المرصود لهذه العملية لا يقتصر فقط على تجميل المشهد الحضري، بل يرمي إلى إعادة هيكلة الحي تجاريا واجتماعيا، بما يليق بمكانته في النسيج الاقتصادي للمدينة.
المجلس الجماعي يحسم ملف درب غلف ويفتح صفحة جديدة في المعاريف
من أبرز المستجدات في هذه الدينامية، نجاح المجلس الجماعي في إنهاء مسلسل طويل من التعقيدات الإدارية المرتبطة بسوق درب غلف الشعبي، حيث تمكن المجلس من حسم عملية نزع الملكية، بعدما تم تصنيف المساحة ضمن خانة “المرافق العامة” وفق مخطط التهيئة، ما مهد الطريق لإعادة تنظيم هذا الفضاء التجاري الحيوي.
المشاريع لا تتوقف عند هذا الحد، إذ تجري أشغال تهيئة مكثفة بشارع بير أنزران،.. المحيط بالمركب الرياضي محمد الخامس، وتشمل التطهير، وتقوية شبكة الماء الصالح للشرب، وتحديث الإنارة،.. وإصلاح الطرقات. وتمتد هذه التدخلات إلى شوارع أخرى مثل سقراط، الفرات، إبراهيم النخعي، وابن كثير، إلى جانب الأزقة المجاورة.
في قلب المعاريف، شارفت أشغال إعادة تأهيل شارع أسامة بن زيد على الانتهاء،.. بعدما تم إخلاء مركز تجاري مهجور لطالما شكل بؤرة للفوضى وتجمعا للمشردين والمنحرفين. ويتعهد عبد الصادق مرشد، رئيس مجلس المعاريف،.. بتسليم كل المشاريع الجارية في موعدها، أي غشت 2025.
وعلى المستوى الاجتماعي، تم إطلاق عدة مبادرات بشراكة مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية،.. أبرزها إنشاء مركز لتعليم فنون الطبخ لفائدة النساء، ومنصة مهنية لمواكبة الشباب الباحثين عن العمل.
في الجانب التنموي المستقبلي،.. سيشهد شارع موديبو كيتا ميلاد حاضنة مشاريع ناشئة بشراكة مع جامعة محمد السادس متعددة التخصصات،.. في خطوة تروم إدماج التكنولوجيا والابتكار في صلب الحركية الاقتصادية للحي.
أما المشروع الذي أثار انتباه الكثيرين، فهو تحويل قطعة أرضية مهجورة بشارع الروداني إلى مركب سكني من عشرة طوابق،.. إلى جانب مشروع ضخم لإعادة تهيئة محطة الحافلات المعروفة لدى البيضاويين بـ”تاك”، ..والتي ستتحول إلى فضاء عصري مجهز بتقنيات حديثة.