الأكثر مشاهدة

المعهد الملكي الإسباني: الجزائر أنهكتها قضية الصحراء وكل الأوراق اليوم بيد المغرب

في الذكرى الخمسين لاندلاع النزاع حول الصحراء المغربية، أصدر معهد “إلكانو” الملكي الإسباني للدراسات الدولية والاستراتيجية تقريرا جديدا يؤكد أن المغرب بات يمسك بجميع خيوط الملف، مستندا إلى القرار الأممي الأخير الذي أعاد تشكيل موازين القوى في المنطقة.

المعهد، الذي يحظى برئاسة شرفية من الملك فيليبي السادس وتدعمه عدة وزارات ومؤسسات إسبانية، اعتبر أن القرار رقم 2797 لمجلس الأمن يشكل فعليا “نقطة النهاية” لمسار بدأ سنة 1991 بخطة سلام نصت على تنظيم استفتاء أصبح اليوم، حسب التقرير، “أقرب إلى المعجزة منه إلى الاحتمال السياسي”.

ويبرز التقرير أن المغرب انتقل من مرحلة الدفاع إلى موقع التفوق التام، بفضل عوامل متعددة أهمها التفوق العسكري والاستقرار السياسي والدعم الدولي المتزايد. فمنذ المسيرة الخضراء سنة 1975، نجحت القوات المسلحة الملكية في بسط السيطرة على نحو 80% من الأراضي الصحراوية، والحفاظ على هذا الوضع لأكثر من ثلاثة عقود، رغم محاولات جبهة البوليساريو المتكررة لتغيير المعادلة.

- Ad -

وأكد المعهد أن المغرب، بدعم واضح من الولايات المتحدة، تمكن من السيطرة على ما يعرف بـ”الصحراء النافعة”، حيث تتركز الأنشطة الاقتصادية والاستثمارات الكبرى، مشيرا إلى أن تحرير معبر الكركرات سنة 2020 مثل تحولا محوريا أنهى فعليا أي قدرة للجبهة على التأثير الميداني.

وفي المقابل، يرسم التقرير صورة قاتمة لجبهة البوليساريو، التي وصفها بأنها “مهمشة اقتصاديا وضعيفة سياسيا”، غير قادرة على تلبية احتياجات السكان الذين يزداد إحباطهم يوما بعد يوم، في ظل تراجع الدعم الجزائري وتقلص الاعتراف الدولي بالجمهورية المزعومة من 84 إلى 47 دولة فقط.

أما الجزائر، التي كانت لعقود أبرز داعم للجبهة، فقد بدت، حسب التقرير، “منهكة من الدفاع عن قضية خاسرة”، وهو ما يفسر امتناعها عن المشاركة في التصويت الأخير بمجلس الأمن، في إشارة إلى تراجع حماسها حيال الملف.

التقرير ذاته يشير إلى أن الدول الغربية الكبرى، وعلى رأسها فرنسا وإسبانيا وألمانيا وبريطانيا، إلى جانب واشنطن، باتت تصطف بشكل واضح خلف المقترح المغربي للحكم الذاتي، باعتباره الإطار الأكثر واقعية واستقرارا لإنهاء نزاع طال أكثر مما ينبغي.

واستعاد المعهد في تحليله تقرير الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة، كوفي عنان، الذي كان قد أعلن سنة 2000 أن خطة الاستفتاء وصلت إلى طريق مسدود منذ منتصف التسعينات، بسبب الخلافات الجوهرية حول هوية من يحق لهم التصويت.

وبعد مرور نصف قرن على اندلاع النزاع، خلص التقرير الإسباني إلى أن المشهد الدولي اليوم يميل لصالح المغرب بشكل غير مسبوق، في وقت تتآكل فيه أوراق جبهة البوليساريو وتفقد الجزائر حافزها التاريخي للدفاع عن مشروع لم يعد يملك مقومات البقاء السياسي.

مقالات ذات صلة