في خطوة تعكس التحولات الجديدة في سلاسل التوريد العالمية، أعلنت شركة Target الأمريكية، العملاق في قطاع توزيع التجزئة، عن توجيه أنظارها نحو المغرب لتأمين مصادر جديدة للمنتجات بعد التعقيدات التي واجهتها في الهند بسبب الرسوم الجمركية الباهظة التي فرضتها إدارة ترامب على صادرات هذا البلد بنسبة 50%.
المغرب، الذي يفرض على صادراته حاليا رسوما جمركية محددة بـ10% فقط، بات وجهة مفضلة لشركة Target، التي تعتمد بشكل كبير على الهند لتوريد المواد عبر فرعها Target Sourcing Service India Private Limited. جاء هذا القرار في سياق تصاعد التوترات التجارية بين واشنطن ونيودلهي، الأمر الذي دفع الإدارة العليا للشركة، برئاسة Brian Cornell، إلى البحث عن أسواق بديلة وأكثر استقرارا.
ووفق ما نقل موقع Africaintelligence، فقد قامت نهاية يونيو الماضي بعثة رفيعة المستوى من Target بزيارة المغرب، قادها Don Liu المسؤول عن الشؤون القانونية والامتثال، وJill Sando المكلفة بالمشتريات، للاطلاع على القدرات الإنتاجية المغربية في قطاعات حيوية مثل الصناعات الغذائية والنسيجية.
وخلال اللقاءات التي نظمت مع وزارة التشغيل ومسؤولين عن الفيدراليات القطاعية، من بينهم عبد المنعم الألج رئيس الفيدرالية الوطنية للصناعات الغذائية، ومحمد بالغالي مدير الجمعية المغربية لصناعة النسيج والملابس، جرى التركيز على مدى التزام المنتجات المغربية بمعايير صارمة تتعلق بحقوق العمال، ومنع تشغيل الأطفال، وضمان تتبع كامل لسلسلة الإنتاج، بما يتوافق مع المتطلبات القانونية والامتثال الدولي الذي تفرضه الشركة الأمريكية.
ومن المنتظر أن تشهد الأشهر المقبلة زيارة أخرى لبعثة Target إلى المغرب، في إطار سعيها لتطوير شراكات استراتيجية مع المنتجين المغاربة، وتوسيع شبكة التوريد تحت إشراف الفاعلين الاقتصاديين المحليين. وتشير التقديرات إلى أن العملاق الأمريكي سجل في 2024 إيرادات بلغت 100 مليار دولار، ما يعكس حجم الفرص التجارية الكبيرة التي يمكن أن يتيحها المغرب كطرف موثوق ومستقر في سلاسل التوريد العالمية.