شرع المغرب في تنفيذ عمليات تنقيب موسعة عن الغاز في السواحل الجنوبية للمملكة، ضمن مشروع استراتيجي يمنح تراخيص استكشاف لشركات دولية. هذه الخطوة، التي تأتي في إطار تعزيز استقلالية المملكة في مجال الطاقة، أدت إلى إثارة القلق لدى بعض الجهات السياسية في جزر الكناري الإسبانية التي ترى في هذا النشاط تهديدا للمياه المتنازع عليها بين الطرفين.
وبحسب تقارير إعلامية إسبانية،.. تتركز عمليات التنقيب في منطقة بحرية تمتد على حوالي 34 ألف كيلومتر مربع، قبالة مدينة بوجدور. وقد وقع المغرب اتفاقا مع شركتي “NewMed Energy” و”Adarco Energy”،.. حيث تمتلك كل واحدة منهما 37.5% من الحقوق، بينما يحتفظ المكتب الوطني للهيدروكربورات والمعادن بنسبة 25%. ووفقا لهذا الاتفاق، ستقوم الشركات المعنية بإجراء دراسات جيولوجية وجيوفيزيائية، تمهيدا للبدء في أعمال الحفر والتنقيب، التي ستستغرق مدة تصل إلى عامين ونصف، قابلة للتمديد في حال اكتشاف احتياطيات غازية قابلة للاستخراج.
مشروع التنقيب المغربي عن الغاز يشعل الجدل مع إسبانيا
وتعتبر هذه الخطوة المغربية جزءا من استراتيجيتها لتوسيع نفوذها في مجال الطاقة واستغلال الثروات الطبيعية في الصحراء المغربية. لكن هذا المشروع قوبل بانتقادات من بعض الأطراف السياسية في جزر الكناري، التي تثير مخاوف بشأن السيادة البحرية الإسبانية. حيث يعتبر حزب الكناري أن هذه الأنشطة تهدد حقوق السيادة البحرية،.. خصوصا أن بعض المناطق التي تجرى فيها عمليات التنقيب تقع بالقرب من الأرخبيل الكناري،.. مما يفتح المجال لتداخل المناطق الاقتصادية الخالصة بين المغرب وإسبانيا.
كما استنكر الحزب الكناري ما وصفه بـ “صمت الحكومة الإسبانية والاتحاد الأوروبي”،.. مشيرا إلى أن المغرب يواصل استغلال ثروات الصحراء المغربية رغم القرارات الدولية،.. مستفيدا من غياب رد فعل حاسم من مدريد وبروكسل، وفقا لبلاغ صادر عن الحزب.
من جانبها، تحذر بعض الأوساط السياسية الإسبانية من أن غياب اتفاق واضح بين المغرب وإسبانيا حول ترسيم الحدود البحرية قد يسبب توترات دبلوماسية، خصوصا أن جزر الكناري تسعى أيضا إلى الحصول على منطقة اقتصادية خالصة تمتد إلى المياه التي تجرى فيها عمليات التنقيب.
ويذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يثير فيها التنقيب عن الغاز والمعادن في سواحل الصحراء المغربية جدلا في إسبانيا. حيث كانت وزارة الخارجية الإسبانية قد أكدت في وقت سابق أن عمليات التنقيب المغربية لا تقع ضمن الحدود البحرية لجزر الكناري،.. وبالتالي لا تهدد السيادة البحرية الإسبانية.