تتولى المملكة المغربية بداية شهر مارس الجاري، رئاسة مجلس السلم والأمن الإفريقي، وذلك للمرة الرابعة في تاريخه، وهو ما يعكس النشاط الدبلوماسي الفاعل والتوجه الاستراتيجي الذي يواكبه جلالة الملك محمد السادس، الذي جعل من القضايا الإفريقية محورا رئيسيا في سياسة المملكة الخارجية. هذه الرئاسة تعكس الدور البارز الذي تلعبه الدبلوماسية المغربية على الساحة الإقليمية والدولية، مما يعزز مكانة المغرب كفاعل رئيسي في حل القضايا الأفريقية.
وفقا لمصادر رسمية،.. سيقود المغرب خلال شهر مارس الجاري أعمال مجلس السلم والأمن الإفريقي استنادا إلى الرؤية الملكية الرامية إلى تعزيز العمل المشترك بين الدول الإفريقية،.. وخصوصا عبر تسليط الضوء على القضايا الحيوية التي تمس المواطن الإفريقي. وستظل هذه الرؤية، التي تتبنى التزاما قويا تجاه السلم والأمن والتنمية في القارة،.. محور اهتمام المجلس طيلة فترة الرئاسة المغربية.
تأتي هذه الرئاسة في وقت تواجه فيه القارة الإفريقية تحديات أمنية كبيرة، تتفاقم جراء الجفاف والأوبئة،.. فضلا عن انتشار ظواهر التطرف العنيف التي باتت تهدد استقرار العديد من دول القارة. وهو ما يفرض ضرورة تبني استجابات مبتكرة وشاملة،.. قادرة على الجمع بين السلم والأمن والتنمية في إطار مقاربة شاملة أقرها إعلان طنجة الذي تم اعتماده من قبل رؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي في فبراير 2023.
إقرأ أيضا: مجلس السلم والأمن في الاتحاد الإفريقي: المغرب يتولى رئاسة أهم هيئة في المنظمة القارية
من المتوقع أن يشهد مجلس السلم والأمن الإفريقي، تحت رئاسة المغرب،.. تنظيم مشاورات غير رسمية مع دول مثل بوركينا فاسو، الغابون، غينيا، مالي، النيجر والسودان،.. بهدف تسريع عودة هذه البلدان إلى المؤسسة الإفريقية. في خطوة من شأنها تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء في الاتحاد وتوحيد الجهود لمواجهة التحديات المتزايدة التي تعترض القارة.