وقع المغرب اتفاقية عسكرية متقدمة مع واحدة من أكبر الشركات الأمريكية العاملة في مجال الطيران والدفاع، بهدف تحديث أسطوله من طائرات النقل العسكرية، وذلك في حفل رسمي جرى يوم الخميس 3 يوليوز الجاري.
الاتفاق الموقع مع الشركة الأمريكية “L3Harris Technologies”، يهدف إلى تحديث شامل لطائرات C-130H، العمود الفقري لأسطول النقل الجوي العسكري المغربي. ويأتي هذا التطور في إطار الشراكة المتصاعدة بين الرباط وواشنطن في مجالات الأمن والدفاع، حيث وصفت الدبلوماسية الأمريكية هذه الخطوة بـ”اللحظة التاريخية” في مسار التعاون الثنائي.
تحديث بنفس سيادي.. ومنصة عسكرية تصنع في المغرب
بحسب المعطيات الرسمية الصادرة عن القوات المسلحة الملكية، فإن البرنامج يركز على تحديث avionique وأنظمة الملاحة والتواصل داخل الطائرات C-130H، مع الاعتماد على كفاءات مغربية في تنفيذ المشروع على التراب الوطني، ما يعكس توجها سياديا نحو التمكين التكنولوجي المحلي في مجال الطيران العسكري.
ويتوقع أن يطيل هذا التحديث من العمر التشغيلي للطائرات بنحو 15 إلى 20 سنة، ويمنحها قدرات تكنولوجية قريبة من نظيراتها الحديثة من نوع C-130J “Super Hercules”، دون الحاجة إلى استثمار فوري في أسطول جديد كلّفته مليارية.
في تحليله لهذا الاتفاق، يرى خبير عسكري أن اختيار تحديث C-130H بدل شراء طائرات جديدة ينسجم مع أولويات المغرب الدفاعية، خصوصا في ظل التزامات مالية كبيرة تجاه برامج تسليح أخرى مثل طائرات F-16 Viper ومروحيات Apache المتطورة.
وأوضح أن المغرب تبنى استراتيجية واقعية تقوم على “الانتقال الذكي”، حيث يتم الحفاظ على الجاهزية العملياتية وتطوير القدرات التكتيكية، دون الوقوع في إرهاق الميزانية العسكرية.
خيارات مستقبلية على الطاولة.. و”العملاق البرازيلي” يترقب
في موازاة هذه الاتفاقية، تشير مصادر عسكرية إلى اهتمام مغربي محتمل بطائرات Embraer C-390 Millennium البرازيلية، خاصة في ما يتعلق بقدراتها النوعية وسلاسة دمجها في مهام خاصة.
غير أن مصادر الخبراء تستبعد أن تحل طائرات C-390 محل C-130، نظرًا لاختلاف المهام التي صممت لها كل واحدة. فـ”Hercules” ستظل تحتل مكانة محورية ضمن أسطول النقل الجوي المغربي، كمنصة موثوقة ومتعددة الاستخدامات، بينما قد تدرج C-390 ضمن صفقات تكتيكية خاصة مستقبلا.