فتحت الشركة البرازيلية العملاقة امبراير صفحة جديدة في تعاونها الدولي، عبر توقيع بروتوكول تفاهم مع الحكومة المغربية، بهدف دراسة إمكانيات إطلاق مشاريع صناعية متقدمة في المملكة، تشمل الطيران المدني، الطيران الدفاعي، وكذا حلول التنقل الجوي داخل المدن.
هذا التقارب الثنائي يأتي عقب مهمة استطلاعية أجرتها قيادة المجموعة البرازيلية في أواخر أبريل الماضي فوق التراب المغربي، وخرجت بانطباع إيجابي حول قدرات المغرب التصنيعية، وجاذبيته كشريك صناعي جديد في القارة الإفريقية. ويمتد مجال الاهتمام ليشمل الطائرات الإقليمية، والطائرات العسكرية التكتيكية، والتكنولوجيا المرتبطة بالتحرك الجوي قصير المدى.
رئيس قسم الدفاع والأمن في امبراير، بوسكو دا كوستا جونيور، لم يخف رهان شركته على الانفتاح على المغرب، مؤكدا أن المملكة تملك مؤهلات تجعلها شريكا طبيعيا في خطط امبراير الدفاعية، كما عبر عن استعداد المجموعة لتقديم طائرة C-390 Millennium للقوات الملكية الجوية المغربية، باعتبارها حلا فعالا لاحتياجات النقل التكتيكي الجوي.
وإلى جانب العرض، شدد المسؤول البرازيلي على التزام الشركة بتقديم خدمات مواكبة تشمل التكوين، الصيانة، والدعم اللوجستي، في حال تبنى المغرب هذا الخيار الاستراتيجي.
C-390 Millennium… طائرة متطورة تراهن عليها امبراير
تعد C-390 Millennium إحدى أبرز إنجازات امبراير في قطاع الدفاع، ودخلت الخدمة لأول مرة بالبرازيل سنة 2019، قبل أن تنضم لاحقا إلى أساطيل كل من البرتغال والمجر وهولندا، التي جهزت نسختها بنظام إخلاء طبي متطور يحول الطائرة إلى ما يشبه مستشفى طائرا قادرا على نقل الحالات الحرجة في أقصى درجات الأمان.
وتتفاخر امبراير بفعالية هذا النموذج، حيث بلغت جاهزيته التشغيلية نسبة 93%، وحقق معدل إنجاز للمهام تجاوز 99%، ما يضعه في مقدمة الطائرات المتعددة المهام عالميا.
رهان امبراير على المغرب لم يكن اعتباطيا. فالنظام الصناعي المغربي في قطاع الطيران شهد نموا مطردا في السنوات الأخيرة،.. بفضل بنية تحتية متقدمة، ويد عاملة مؤهلة، وسياسة حكومية منفتحة على استقطاب التكنولوجيا ونقل المهارات. هذه المقومات جعلت من المملكة نقطة جذب متزايدة للشركات الدولية الراغبة في تنويع قواعدها الصناعية خارج أوروبا وأمريكا.
وتعكس تصريحات المدير العام لـEmbraer، فرانسيسكو غوميش نيتو، هذا التوجه،.. حين قال: “نحن عازمون على توسيع وجودنا في المناطق التي تملك القدرة على دعم نمونا الصناعي،.. والمغرب بات الآن جزءا من هذه المناطق”.
أرقام قياسية وطلب عالمي متزايد
منذ تأسيسها سنة 1969، قامت Embraer بتسليم أكثر من 9000 طائرة،.. بمعدل إقلاع كل عشر ثوان لطائرة من توقيعها في أجواء العالم. وتتصدر الشركة البرازيلية سوق الطائرات الإقليمية ذات أقل من 150 مقعدا،.. كما تعتبر من أكبر مصدري التكنولوجيا المتقدمة في أمريكا اللاتينية.
في الربع الأول من سنة 2025، سلمت Embraer ما مجموعه 30 طائرة،.. مسجلة ارتفاعا بنسبة 20% مقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي،.. فيما بلغ دفتر طلباتها المؤكدة 26.4 مليار دولار.