تجاوز المغرب فرنسا ليصبح أكبر مستورد للغاز الطبيعي من إسبانيا خلال عام 2024، وفقا لبيانات “مؤسسة الاحتياطيات الاستراتيجية للمنتجات البترولية”. فقد استورد المغرب عبر خط أنابيب الغاز المغاربي-الأوروبي حوالي 9,703 جيجاوات ساعة من الغاز، متفوقا على فرنسا التي استوردت 9,362 جيجاوات ساعة، والبرتغال بـ 4,056 جيجاوات ساعة.
ورغم محدودية إنتاج إسبانيا المحلي من الغاز، إلا أن بنيتها التحتية المتقدمة في هذا القطاع جعلتها مركزا رئيسيا لتجارة الـغاز الطبيعي والغاز المسال. تمتلك إسبانيا خطي أنابيب رئيسيين (Medgaz والخط المغاربي) وست محطات لإعادة تحويل الغاز المسال إلى حالته الغازية،.. إلى جانب منشآت تخزين تحت الأرض، مما يسمح للدول الأخرى باستخدام بنيتها التحتية كنقطة عبور للغاز.
خلال عام 2024، بلغت صادرات إسبانيا من الـغاز نحو 36,084 جيجاوات ساعة، ذهب منها 26.8% إلى المغرب، بينما احتلت فرنسا والبرتغال المرتبتين الثانية والثالثة بفضل الربط المباشر عبر الأنابيب. كما شملت الصادرات دولا أخرى مثل إيطاليا (1,831 جيجاوات ساعة)، وتركيا (1,055 جيجاوات ساعة)، والصين (902 جيجاوات ساعة)، وبورتوريكو (883 جيجاوات ساعة).
وفي ظل التحولات الجيوسياسية في سوق الطاقة، يتواصل العمل على مشروع خط أنابيب الـغاز الضخم بين نيجيريا والمغرب عبر البحر،.. باستثمارات تقدر بمليارات اليوروهات ودعم من حكومات وبنوك دولية. وتشير بعض الخرائط التخطيطية إلى احتمال وصول الأنبوب إلى إسبانيا،.. مما يعزز دور الـغاز والهيدروجين الأخضر في المستقبل.
ورغم نمو صادراتها،.. لا تزال إسبانيا تعتمد بشدة على واردات الـغاز، خاصة من الجزائر وروسيا والولايات المتحدة. فقد زودت الجزائر إسبانيا بنحو 131,202 جيجاوات ساعة،.. تلتها روسيا بـ 72,360 جيجاوات ساعة، ثم الولايات المتحدة بـ 57,354 جيجاوات ساعة.
العلاقات بين إسبانيا والجزائر شهدت توترا في ربيع 2022،.. بعد دعم رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز لمقترح الحكم الذاتي للصحراء تحت السيادة المغربية. وأدى ذلك إلى تهديد الجزائر بوقف إمدادات الـغاز إذا وصل إلى المغرب. ورغم تأكيدات الحكومة الإسبانية بأن “ولا جزيئة غاز” من الجزائر تصل إلى المغرب،.. إلا أن الجزائر تتابع بحذر تحول المغرب إلى أكبر مستورد للغاز الإسباني.