قفزت واردات المغرب من اللحوم الحمراء القادمة من الولايات المتحدة إلى مستوى غير مسبوق خلال مارس الماضي، في مؤشر جديد على التحولات العميقة التي تعرفها منظومة الاستهلاك الغذائي داخل المملكة.
فبحسب الأرقام التي نشرها الاتحاد الأميركي لتصدير اللحوم، استنادا إلى بيانات وزارة الزراعة الأميركية، بلغت صادرات لحوم الأبقار المعالجة نحو السوق المغربي 1146 طنا متريا في شهر واحد فقط، وهو ما يشكل أعلى رقم شهري منذ بداية تتبع المبادلات بين الجانبين.
الأمر لا يتعلق فقط بارتفاع الكمية، بل أيضا بنوع اللحوم التي باتت تلقى إقبالا متزايدا. الأكباد، التي تصنف ضمن ما يعرف بـ”اللحوم المتنوعة”، شكلت الجزء الأكبر من هذه الصادرات، مما يوضح تغيرا في الطلب المحلي واتجاهه نحو فئات غير تقليدية من المنتجات الحيوانية.
هذا الارتفاع اللافت ينسجم مع استراتيجية أوسع تنفذها الولايات المتحدة بهدف اختراق الأسواق الإفريقية،.. إذ سجلت دول مثل كوت ديفوار والغابون ارتفاعا مماثلا في وارداتها من اللحوم الأميركية،.. لتصل الكميات المصدرة إلى القارة خلال مارس وحده إلى 1550 طنا متريا،.. بقيمة إجمالية تقارب 2.9 مليون دولار، أي بزيادة سنوية تجاوزت 70 بالمائة من حيث الكمية، و123 بالمائة من حيث القيمة.
أما على مستوى الربع الأول من سنة 2025،.. فقد بلغت صادرات لحوم الأبقار الأميركية نحو إفريقيا ما مجموعه 3658 طنا متريا، محققة ما يقارب 5.8 مليون دولار،.. في نمو بنسبة 15 بالمائة مقارنة بنفس الفترة من العام السابق، و34 بالمائة من حيث العائدات.
وتكشف هذه المؤشرات عن دخول المغرب بقوة إلى قائمة الأسواق النشيطة في مجال استيراد لحوم الأبقار الأميركية،.. وهو ما يؤكده الاتحاد الأميركي لتصدير اللحوم، الذي يعمل على توسيع حضوره التجاري في إفريقيا،.. حيث نظم مؤخرا ندوة كبرى في العاصمة الغانية أكرا جمعت مستوردين من 12 دولة،.. في خطوة تهدف إلى فتح قنوات جديدة لتصريف فائض الإنتاج الأميركي من اللحوم.