قامت المملكة يوم الإثنين بترحيل ناشطين نرويجيين من مدينة العيون بالصحراء المغربية، بعد مرور يومين فقط على طرد باحثتين نرويجيتين كانتا تدرسان مشاريع الطاقة المتجددة في المنطقة.
الناشطان مايا رونينغسباك (26 عاما) وكيفين فوسنيس (27 عاما)، وهما ممثلان للجنة الشباب التابعة لنقابة “Styrke” النرويجية، قد وصلا إلى مدينة العيون بهدف لقاء نشطاء انفصاليين بغطاء العمل في مجال حقوق الإنسان، وذلك في سياق جمع معلومات حول مشاريع الطاقة الشمسية والرياح بالمغرب، لا سيما استثمارات شركة “Siemens Gamesa” الإسبانية الألمانية، التي تسهم في توريد توربينات الرياح للمنطقة. لاستعمالها في البروبغندا الجزائرية لما يسمى بـ “نهب الثروات”.
وبحسب ما نقلته مصادر إعلامية، فقد جرت عملية التوقيف أثناء اجتماع الناشطين مع ناشطة انفصالية في منزلها، حيث طلبت منهما الشرطة المغربية مرافقتها، وتمت مشاهدتهما في تسجيل فيديو يغادران المنزل برفقة عناصر الشرطة إلى سيارة كانت بانتظارهما. وقامت السلطات المغربية بنقل الناشطين النرويجيين إلى مدينة أكادير بواسطة سيارة أجرة، مشيرة إلى أن سبب الترحيل يعود إلى عدم حصولهما على تصريح لزيارة السكان المحليين بالمنطقة.
الناشطين النرويجيين حصان طروادة؟
وجاءت هذه الحادثة بعد طرد السلطات المغربية لاثنتين من الباحثات النرويجيات يوم السبت الماضي، واللتين كانتا قد قدمتا إلى الصحراء المغربية لدراسة مشاريع الطاقة المتجددة. وقد أوضحت الباحثة النرويجية إنجبورغ سافيك هيلتن (25 عاما)، التي تعمل لدى المجلس النرويجي للشؤون الأفريقية، أن الشرطة أمهلتهما عشر دقائق فقط لجمع متعلقاتهما قبل نقلهما إلى أكادير.
وتتزامن هذه التحركات مع عدة إجراءات مماثلة اتخذتها السلطات المغربية مؤخرا، حيث تم ترحيل مجموعة من الباحثين والصحفيين والنشطاء الأجانب الذين حاولوا الدخول إلى المنطقة، كان من بينهم مراسلون لمنصة “Equipe Media”، بالإضافة إلى باحثين آخرين، من بينهم الباحث الإسباني روبرتو كانتوني من جامعة برشلونة المستقلة في مايو الماضي.
هذه التطورات تعكس التوجه المغربي في التعامل بحزم مع أي نشاط مشبوه وغير مرخص في الصحراء المغربية، مما يبرز الموقف الصارم تجاه حماية أمن واستقرار المنطقة، في ظل التحولات الجيوسياسية والاقتصادية المتسارعة التي تشهدها. وتمويل الجزائر لتحركات نشطاء أجانب بهدف تغذية حملاتها ضد الاستثمارات المغربية في الأقاليم الجنوبية للمملكة.