اختار جلالة الملك محمد السادس، في لحظة دالة سياسيا ورمزيا، أن يمنح دفعة جديدة لحضور أبناء الأقاليم الجنوبية في صلب أجهزة الدولة، من خلال تعيينات سامية حملت أكثر من رسالة، خلال المجلس الوزاري المنعقد مساء الإثنين 12 ماي.
المجلس، الذي جرى تحت رئاسة الملك محمد السادس، أسفر عن تعيين مجموعة من الكفاءات المغربية في مواقع حساسة، من بينها أسماء بارزة من أبناء الصحراء المغربية، لتؤكد الدولة استمرار نهجها القائم على مبدأ الإنصاف الترابي والإدماج المؤسساتي للكوادر الجهوية.
ففي الحقل الإداري، تم تعيين محمد سالم الصبتي عاملا على إقليم اشتوكة أيت باها،.. وهو المنصب الذي يأتي تتويجا لمسار مهني طويل في دواليب الإدارة الترابية. كما تم تعيين محمد علي حبوها على رأس عمالة إقليم سطات،.. إلى جانب إبراهيم أبو زيد الذي أصبح العامل الجديد لإقليم صفرو.
أما في المجال الدبلوماسي،.. فقد شهدت التعيينات الملكية تسمية محمد صلاح بابانا علوي سفيرا للمملكة لدى جمهورية غينيا بيساو،.. وتكليف سيدي محمد بيد الله بمهمة سفير لدى جمهورية موزمبيق.
هذه الخطوة تؤكد مجددا أن الانتماء الجهوي لم يعد عائقا أمام الوصول إلى مفاصل القرار،.. بل أصبح رافعة لدينامية وطنية جديدة تروم دمج الطاقات المحلية في تدبير الشأن العام الوطني والدولي.
ويقرأ متابعون في هذه التعيينات مؤشرا إضافيا على حرص المؤسسة الملكية على إرساء تمثيلية متوازنة داخل الإدارة المغربية، تراعي الخصوصية الجهوية وتعزز حضور الطاقات الصحراوية في مواقع التأثير.
وليس خافيا أن تعيين أبناء الجنوب في هذه المناصب يندرج ضمن رؤية شاملة تعكس توجه الدولة نحو ترسيخ الانتماء الوطني المشترك،.. وربط المسؤولية بالكفاءة دون إقصاء أو تمييز،.. في وقت تعرف فيه المملكة تحولات استراتيجية في ملف وحدتها الترابية ومكانتها القارية.
بهذا النفس، تواصل المملكة بناء نموذجها التنموي الجديد، بإشراك كل جهاتها،.. وبإعطاء إشارات واضحة إلى الداخل والخارج بأن المغرب الموحد في ترابه لا يمكن أن يبنى إلا بكفاءة كل مكوناته،.. من طنجة إلى الكويرة.