انطلقت الفعاليات الخاصة بالدورة السادسة للمنتدى الروسي-العربي يوم الأربعاء 20 ديسمبر في مدينة مراكش، وهو حدث تنظمه المغرب، وشهد مشاركة بارزة من وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف. يتميز هذا الحدث بمشاركة العديد من الدول العربية والروسية، ولكن يلاحظ أيضا غياب الجزائر، التي تعتبر الحليف الأساسي والزبون العربي لروسيا.
أنفانيوز ـ بقلم بشرى الخطابي
تستضيف المغرب هذا الحدث الهام الذي يعقد على مستوى وزراء الخارجية، وكان من المتوقع أن يعقد في وقت سابق إلا أنه تأجل عدة مرات في السنوات السابقة بسبب المخاطر الصحية المرتبطة بجائحة كوفيد-19. تركز أعمال المنتدى بشكل رئيسي على تعزيز التعاون بين روسيا والدول العربية في مختلف المجالات.
يشدد على أهمية هذا الحدث الذي لا يتعلق فقط بالجوانب السياسية،.. بل أيضا الاقتصادية والتجارية. يظهر هذا التجمع الدبلوماسي أهمية الشراكة بين روسيا والدول العربية، خاصة في ظل الحياد البارز الذي أظهرته الدول العربية في النزاع الحالي بين روسيا وأوكرانيا المدعومة من الغرب.
تتميز فعاليات الحدث هذا العام، الذي يشهد مشاركة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف،.. بغياب الجزائر عن المشاركة، على الرغم من أنها تعتبر حليفا رئيسيا لروسيا في العالم العربي وأحد أبرز زبائنها،.. خاصة في مجال صناعة التسليح. يؤكد ذلك على أن وزير الخارجية الجزائري، أحمد عطاف، ربما تلقى توجيهات من الهيئة العسكرية الجزائرية بعدم المشاركة في الفعاليات المقامة في مراكش.
يظهر هذا الغياب أهمية الأبعاد السياسية في العلاقات بين الدول، حيث قد تكون التحولات الجيوسياسية والمتغيرات الإقليمية الرئيسية سببا في تلك القرارات. يشير الحدث إلى وجود دوافع وتحولات في السياسات الخارجية للدول،.. ويعكس الأوضاع الراهنة في العلاقات الدولية والتوترات الجيوسياسية التي قد تؤثر على مشاركة الدول في فعاليات دبلوماسية مهمة.
ردود فعل الجار الشرقي وتحديات لمنتدى التعاون الروسي-العربي في المغرب
يظهر تنظيم منتدى التعاون الروسي-العربي في المغرب استياء الجار الشرقي، الذي يعتبر نفسه الشريك الرئيسي لروسيا في المنطقة. يخصص المنتدى جزءا كبيرا من ميزانيته للتسليح،.. والتي تبلغ حوالي 22 مليار دولار في عام 2023، ومن المتوقع أن يظل نفس الغلاف المالي في عام 2024. يشعر الجار الشرقي بالاستياء تجاه هذا التوجه،.. حيث يروج لنفسه باعتباره الشريك الرئيسي لروسيا في المنطقة.
على الرغم من وجود نقاط خلاف مع الجار الشرقي بسبب دعمه لجبهة البوليساريو الانفصالية،.. إلا أن المغرب قد شارك في اجتماع عالي المستوى حول السلم والأمن في أفريقيا، الذي نظم في وهران غرب الجزائر يومي الأحد والاثنين الماضيين. يظهر هذا المشاركة الرغبة في التفاوض والتعاون حتى في ظل الخلافات،.. ويبرز أهمية الحوار في التعامل مع التحديات الإقليمية والقضايا الأمنية.
تظهر مشاركة وزير الشؤون الخارجية المغربي ناصر بوريطة في قمة الدول العربية بالجزائر العاصمة في نوفمبر 2022، والتي شهدت حوادث مختلفة،.. تحديات كبيرة تواجه رئيس الدبلوماسية المغربية،.. بما في ذلك قضايا التنصت والتحرش في الفندق، إضافة إلى عدم احترام البروتوكول الدبلوماسي وخرق خريطة للمغرب. ومع هذه التحديات،.. استمر بوريطة في الوفاء بالتزاماته، حيث أظهرت مشاركته رغم الانتهاكات المتكررة للتقاليد الدبلوماسية.
من خلال مقاطعتها لهذا الاجتماع،.. تعكس الجزائر مرة أخرى عدم رغبتها في تقبل الاعتراض الذي أبدته روسيا بشأن انضمامها المحتمل إلى مجموعة بريكس الاقتصادية. يظهر هذا السلوك الجزائري استمرار التوترات السياسية والاقتصادية في المنطقة،.. ويشير إلى تعقيدات العلاقات الدبلوماسية بين الدول العربية وروسيا.