تجاوزت جائحة كوفيد-19 حاجز الوباء العالمي لتصبح الآن عاملا مؤثرا في صحة الفرد على المدى الطويل.
في دراسة أجرتها كلية الطب بجامعة واشنطن في سانت لويس، ونظام الرعاية الصحية لشؤون المحاربين القدامى، تبين أن مرضى كوفيد-19 الذين أدخلوا إلى المستشفى خلال الثلاثين يوما الأولى بعد الإصابة يواجهون خطرا أكبر للوفاة بنسبة 29 في المائة في السنة الثالثة مقارنة بالأشخاص الذين لم يصابوا بالفيروس.
على الرغم من أن هذا الخطر يبدو مرتفعا، إلا أنه يعتبر انخفاضا كبيرا مقارنة بالأثر الذي كان يمكن أن يكون عليه الفرد خلال العامين الأولين بعد الإصابة.
يظهر البحث أيضا أن الأشخاص الذين يعانون من أعراض خفيفة لكوفـيد-19 قد يواجهون مشاكل صحية جديدة بعد ثلاث سنوات.
الدكتور زياد العلي، وهو أحد المؤلفين الرئيسيين للدراسة وعالم في أبحاث فيروس كورونا الطويلة، يقول: “لسنا متأكدين من سبب استمرار تأثيرات الفيروس لفترة طويلة”. ويضيف: “قد يكون ذلك ناتجا عن استمرار الفيروس نفسه أو الالتهاب المستمر أو خلل في الجهاز المناعي أو جميع هذه العوامل معا”.
وتؤكد الدراسة السابقة لـ العلي أن كـوفيد-19 يتسبب في أضرار على كل نظام في جسم الإنسان،.. مما يؤدي إلى العديد من الأمراض والحالات المزمنة.
من جانبه، يشير البروفيسور إيان سي كيه إلى أن مرضى كوفيد-19 يعانون من ارتفاع في معدلات الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، مما يزيد من خطر الوفاة.
ومع تواصل التطورات في هذا المجال، يجب مراقبة المصابين بكـوفيد-19 لفترة طويلة بعد شفائهم،.. لاكتشاف أي مضاعفات محتملة ومتابعة حالتهم الصحية بشكل دقيق.
الآثار الطويلة لكوفيد تتلاشى مع مرور الوقت
بينت دراسة جديدة نشرت في مجلة Nature Medicine أن خطر الوفاة بسبب فيروس كوفيد-19 يتضاءل بشكل ملحوظ بعد مرور عام واحد من الإصابة بالفيروس. الدراسة، التي تمت في الولايات المتحدة، شملت عددا كبيرا من المصابين بالفيروس.
ووجد الباحثون أن المصابين بفيروس كوفيد-19 الذين لم يحتاجوا إلى دخول المستشفى يواجهون خطرا متناقصا للوفاة بعد مرور عام واحد من الإصابة. كما أظهرت الدراسة زيادة طفيفة في خطر الإصابة بكوفيد طويل الأمد بعد مرور ثلاث سنوات.
تمت المتابعة لأكثر من 114000 من المحاربين القدامى الذين تعافوا من كوفيد-19 ولم يحتاجوا إلى الدخول إلى المستشفى،.. بالإضافة إلى 20 ألف شخص كانوا في حاجة للعناية المستشفائية، و5.2 مليون شخص لم يصبوا بالفيروس.
وفي السنة الثالثة بعد الإصابة،.. واجه مرضى كوفيد-19 الذين دخلوا المستشفى مخاطر صحية مرتفعة بنسبة 34٪ مقارنة بغير المصابين. ومع ذلك، انخفض هذا الرقم بشكل كبير بعد عام واحد ومرة أخرى بعد عامين.
كما وجد أن هناك زيادة طفيفة في خطر الإصابة بكوفيد طويل الأمد بعد ثلاث سنوات،.. وهو الأمر الذي يجسد الحاجة إلى متابعة مرضى كوفيد-19 بشكل دقيق وطويل الأمد.
على الرغم من النتائج الإيجابية،.. فإن الدراسة تؤكد على أهمية الحذر والمتابعة المستمرة للأشخاص الذين يتعافون من كوفيد-19،.. حيث يمكن أن يستمر الفيروس في التسبب في مشاكل صحية على المدى الطويل.