في خطوة تعكس تحولا استراتيجيا في علاقاتها داخل إفريقيا، تتجه النيجر إلى الاستعانة بالخبرة المغربية لإعادة إطلاق شركة طيران وطنية، بعد فشل التجربة السابقة لشركة “نيجر إيرلاينز” التي توقفت عن العمل سنة 2022.
وبحسب تقرير لصحيفة “Ch-Aviation” المتخصصة في النقل الجوي، فإن وزير النقل والطيران المدني في النيجر، العميد عبد الرحمان أمادو، أجرى زيارة رسمية إلى العاصمة الرباط منتصف يوليوز الجاري، حيث التقى نظيره المغربي عبد الصمد قيوح، وطلب بشكل رسمي دعم المملكة في هذا المشروع.
وتراهن نيامي على هذا التعاون مع المغرب لتطوير منظومة نقل جوي متكاملة، تربطها داخليا وخارجيا، خصوصا مع شركائها في تحالف الساحل “AES” الذي يضم إلى جانبها مالي وبوركينافاسو. وتشمل الخطة إنشاء شركة إقليمية للنقل الجوي بين عواصم الدول الثلاث، إلى جانب شركة وطنية مستقلة، في ظل غياب الربط الجوي الفعال بالمنطقة.
الاجتماع الذي احتضنته الرباط، وفق المصدر نفسه، لم يقتصر على دعم مشروع الطيران، بل تطرق أيضا إلى آفاق التعاون في مجال البنية التحتية وتنظيم قطاع الطيران، إلى جانب مناقشة “المبادرة الأطلسية” التي أطلقها الملك محمد السادس، والتي تهدف إلى تمكين الدول الحبيسة من منافذ استراتيجية نحو المحيط الأطلسي.
وتعاني النيجر من تحديات جغرافية حادة باعتبارها دولة بدون منفذ بحري، وهو ما يدفعها نحو شراكات عملية بعيدا عن الحلفاء التقليديين، في مقدمتهم فرنسا التي ما تزال طائراتها ممنوعة من دخول المجال الجوي النيجري منذ انقلاب غشت 2023.