في مواجهة التحديات الصحية العالمية، يتصدر مرض فشل القلب الاهتمام بسبب انتشاره السريع، خاصة بين الفئات العمرية المسنة. يعاني المصابون بفشـل القلب من تدهور الحالة الصحية وخطر متزايد على الإصابة بالأمراض الخطيرة والوفاة. من هنا، يأتي التحدي في تحديد العوامل التي يمكن تعديلها للحد من هذا المخاطر.
أظهرت الدراسات السابقة أن النظام الغذائي له تأثير كبير على خطر الإصابة بفشل القلب. وفي هذا السياق، قامت لجنة EAT-Lancet في عام 2019 بتقديم برنامج غذائي يهدف إلى منع الأمراض وتعزيز الاستدامة البيئية.
يشجع النظام الغذائي المرجعي EAT-Lancet على زيادة تناول الفواكه والخضروات والبقوليات والمكسرات والحبوب الكاملة، مع تقليل الأطعمة السكرية والأطعمة من مصادر حيوانية. ومقارنة بنظام البحر الأبيض المتوسط، يضع نظام EAT-Lancet تركيزا أكبر على الحبوب والبقوليات.
إقرأ أيضا: تناول وجبة الإفطار في هذا الوقت يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب
لكن، هل يمكن أن يقلل الالتزام بنظام EAT-Lancet من خطر الإصابة بفشـل القلب؟ وما هي الآليات التي تربط بين النظام الغذائي والمرض؟ هذه الأسئلة دفعت الباحثين لإجراء دراسة موسعة لفحص هذه العلاقة.
أجريت الدراسة بافتراض أن الالتزام بنظام EAT-Lancet يقلل من خطر الإصابة بفشـل القلب. تم جمع البيانات من دراسة مالمو للحمية والسرطان ودراسة MDC لأمراض القلب والأوعية الدموية. شملت البيانات تقييما للنظام الغذائي والتاريخ الصحي للمشاركين.
شملت الدراسة الحالية 23260 شخصا تم اختيارهم وفقا لمعايير الأهلية، وتم تقسيمهم إلى خمس مجموعات استنادا إلى درجة الالتزام بمؤشر النظام الغذائي EAT-Lancet.أظهرت النتائج أن الالتزام بنظام EAT-Lancet يقلل من خطر الإصابة بفشل القلب، وخاصة بين الأفراد الذين ليس لديهم تاريخ عائلي بفشل القلب. كما كشفت الدراسة أن بعض البروتينات في البلازما ترتبط بمؤشر النظام الغذائي EAT-Lancet وبالتالي بخطر الإصابة بفشل القلب.
تؤكد الدراسة على أن الالتزام بنظام EAT-Lancet الغذائي يقلل من خطر الإصابة بفشل القلب، كما تسلط الضوء على الآليات الأساسية التي تربط بين النظام الغذائي والمرض.