تشهد الصناعة التقليدية المغربية دينامية جديدة على الساحة الدولية، بعد أن سجلت صادراتها ارتفاعا ملحوظا بنسبة 11% خلال الأشهر التسعة الأولى من سنة 2025، لتصل قيمتها إلى 903,5 ملايين درهم، وفق ما أفاد به مرصد الصناعة التقليدية في أحدث تقاريره.
ويبرز التقرير أن منتوجات الفخار والحجر لا تزال تتصدر قائمة الصادرات، مستحوذة على أكثر من ثلث القيمة الإجمالية بما يعادل 313,14 مليون درهم، أي بزيادة نسبتها 6% مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي. وتأتي الزرابي في المرتبة الثانية بإجمالي يفوق 160 مليون درهم (+1%)، تليها الملابس التقليدية التي سجلت قفزة مذهلة قدرها 115% لتبلغ 154,45 مليون درهم، ما يعكس الطلب المتنامي عليها في الأسواق الأجنبية.
في المقابل، عرفت بعض الفئات التقليدية تراجعا في أدائها، وعلى رأسها منتوجات القصب (الفانري) والجلد (الماروكينري) والأغطية، التي سجلت انخفاضا بنسبة 23% لكل من الفئتين الأوليين، و15% بالنسبة للأخيرة، في مؤشر على تحول في أذواق المستهلكين العالميين أو في طبيعة الطلب الخارجي.
وعلى مستوى التوزيع الجغرافي، احتفظت الولايات المتحدة الأمريكية بموقعها كأول وجهة للمنتوجات التقليدية المغربية، محققة زيادة لافتة في المبيعات بنسبة 25% مقارنة بسنة 2024. بينما سجلت فرنسا تراجعا بنسبة 24%، وإسبانيا بنسبة 2%، رغم بقائهما ضمن الشركاء الرئيسيين للمغرب، بحصص بلغت 11% و6% على التوالي.
أما المفاجأة فكانت من نصيب تركيا، التي حققت قفزة استثنائية قدرها 626% مقارنة بالعام الماضي، لتستحوذ على 7% من إجمالي الصادرات، في مؤشر واضح على توسّع دائرة الاهتمام بالمنتوج المغربي في أسواق جديدة.
محليا، تواصل مدينة مراكش ترسيخ ريادتها في هذا القطاع، إذ استحوذت على 41% من إجمالي الصادرات الوطنية، تليها الدار البيضاء بـ 31%، ثم فاس بـ 18%، وطنجة بـ 8%، ما يعكس توازنا جغرافيا يعزز مكانة المدن الحرفية الكبرى كمحركات أساسية للاقتصاد الإبداعي المغربي.
ويبدو أن الحرفيين المغاربة، بفضل مهارتهم المتوارثة وقدرتهم على الابتكار، يواصلون كسب الرهان على العالمية، في وقت يتزايد فيه الإقبال على المنتوجات الأصيلة ذات البعد الثقافي والهوية المحلية، ما يعزز مكانة الصناعة التقليدية كأحد أعمدة القوة الناعمة للمملكة في الخارج.