تشير دراسة جديدة إلى أن ألمانيا قد حققت تقدما ملحوظا في خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، حيث انخفضت الانبعاثات بمقدار 73 مليون طن في عام 2023، مقارنة بالعام السابق. يعزى هذا التحسن إلى تراجع حاد في استخدام الفحم، فضلا عن تراجع الإنتاج الصناعي المكثف للاستهلاك الطاقي.
وفقا لدراسة أجراها مركز أبحاث الطاقة Agora Energiewende، كانت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون لعام 2023 هي الأقل منذ حوالي 70 عاما، مما يعكس التزام أكبر اقتصاد في أوروبا بتقليل اعتماده على الفحم.
كشفت الدراسة أن ألمانيا أطلقت 673 مليون طن من الغازات الدفيئة في العام الماضي، وهو رقم أقل بـ 73 مليون طن عن العام 2022. يعتبر هذا الرقم هو الأدنى “منذ الخمسينيات”، وفقا للمركز البحثي.
يعزى التحسن في الانبعاثات جزئيا إلى زيادة إنتاج الطاقة المتجددة محليا، حيث بلغ توليد الكهرباء من مصادر متجددة أكثر من 50% من الإجمالي في العام الماضي، وهو رقم يسجل للمرة الأولى.
كما ساهم الانخفاض الكبير في إنتاج الكهرباء من مصدر الفحم في تقليل الانبعاثات بمقدار 46 مليون طن، وذلك كجزء من جهود ألمانيا الرامية للتخلص التدريجي من الفحم بحلول عام 2038.
يعكس هذا التقدم استجابة ألمانيا لأزمة الطاقة الأحفورية والتحول إلى مصادر الطاقة المتجددة،.. ويظهر تأثير ارتفاع أسعار الغاز على انخفاض الإنتاج الصناعي الكثيف للاستهلاك الطاقي.
تتطلع ألمانيا إلى تحقيق هدف خفض إجمالي انبعاثاتها بنسبة 65% بحلول عام 2030،.. مقارنة بمستويات عام 1990، وتستهدف الوصول إلى تقليل يبلغ 88% بحلول عام 2040.
تظل مصادر الطاقة المتجددة تشكل نسبة منخفضة نسبيا من مجموع الطاقة في ألمانيا. في عام 2022، كانت تمثل فقط 20%، وهي نسبة أقل من المتوسط الاتحاد الأوروبي البالغ 22%،.. وتباعد كبير عن الدول مثل السويد والنرويج، حيث تسهم مصادر الطاقة المتجددة بنحو ثلاثة أرباع إجمالي الإمداد الطاقي.
خفض الانبعاثات هدف أممي
وقد تعهد زعماء العالم بالانتقال بعيدا عن حرق الوقود الأحفوري لإنتاج الطاقة،.. حيث وعدت أكثر من 100 دولة، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة،.. ثاني أكبر مصدر لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون في العالم،.. بمضاعفة الطاقة المتجددة ثلاث مرات بحلول عام 2030. ويهدف الاتحاد الأوروبي إلى زيادة حصته من الطاقة المتجددة إلى إنتاج ما لا يقل عن 42.5% من احتياجات الدول الأعضاء من الطاقة بحلول عام 2030.
ومع ذلك، يظل الأمر يتعلق بتحقيق هدف الحفاظ على درجات الحرارة أقل من 1.5 درجة مئوية،.. كما تنص اتفاقية باريس لعام 2015، على مستوى عالمي، حيث يتعين تحقيق تقليل كبير في الانبعاثات. ووفقا لتقرير صدر عن الأمم المتحدة في دجنبرالماضي، إذا استمرت التعهدات الحالية،.. سترتفع متوسط درجات الحرارة العالمية بنسبة تتراوح بين 2.5 إلى 2.9 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة بحلول نهاية القرن.
لتجنب الآثار الكارثية لارتفاع درجات الحرارة والأحداث المناخية المتطرفة،.. يتعين على العالم تحقيق تقليل يصل إلى 42٪ في انبعاثات جميع الغازات الدفيئة،.. بما في ذلك ثاني أكسيد الكربون والميثان وأكسيد النيتروز، بحلول عام 2030، وفقا لتوقعات الخبراء.