شهدت أسواق مدينة الدار البيضاء خلال الأيام الأخيرة تراجعا لافتا في أسعار الدجاج، بعد أسابيع من الارتفاع الذي أثار غضب المستهلكين واستياء الأسر المغربية. فبعد أن وصل سعر الكيلوغرام الواحد إلى نحو 24 درهما، عاد ليستقر حاليا في حدود 16 درهما فقط، وهو انخفاض اعتبره كثيرون خطوة إيجابية تخفف الضغط عن القدرة الشرائية للمواطنين.
ويأتي هذا التراجع عقب فترة طويلة من تقلبات السوق، حيث كان مهنيو القطاع قد عزوا ارتفاع الأسعار سابقا إلى زيادة تكاليف الإنتاج، وخصوصا أسعار الأعلاف والطاقة، إضافة إلى الطلب المتزايد خلال فترات معينة من السنة، وهو ما جعل الدجاج من بين المواد التي أثقلت كاهل الأسر محدودة الدخل.
وقد عبر عدد من المواطنين في حديثهم مع تجار التجزئة عن ارتياحهم البالغ لهذا الانخفاض، معتبرين أنه يعيد بعض التوازن إلى ميزانية الأسرة، خصوصا في ظل استمرار ارتفاع أسعار الخضر والزيوت والحبوب. كما طالبوا السلطات المختصة بضرورة تكثيف المراقبة الدورية للأسواق لضمان استقرار الأسعار ومنع أي مضاربات مفتعلة قد تعيد الأسعار إلى مستوياتها السابقة.
وفي المقابل، يرى بعض المربين أن السوق يعيش اليوم مرحلة تصحيح طبيعية بعد فترة من الاضطراب، مؤكدين أن الأسعار قد تعرف تذبذبا في المستقبل القريب تبعا لتغير تكاليف الأعلاف والنقل.
وهكذا، يبقى انخفاض سعر الدجاج في الدار البيضاء بارقة أمل للمستهلك المغربي، وسط موجة غلاء طالت معظم المواد الغذائية، في انتظار أن تنعكس هذه المؤشرات الإيجابية على باقي الأسواق الوطنية.