في خطوة جديدة تعكس دينامية التنمية التي تعرفها الأقاليم الجنوبية، انطلقت أشغال تثنية الطريق الوطنية رقم 1 بالمعبر الحدودي الگرگرات، على امتداد 3.15 كيلومترات، وذلك من النقطة الكيلومترية 2306+400 إلى النقطة 2309+555، بكلفة إجمالية تصل إلى 34 مليون درهم، ومدة إنجاز محددة في ثمانية أشهر.
المشروع يشمل تهيئة المدارات ومواقف العربات، وهو ما سيمنح المنطقة بنية تحتية أكثر أمانا وسلاسة لحركة التنقل، خصوصا أن الگرگرات تعتبر شريانا حيويا يربط المغرب بعمقه الإفريقي، وتمر عبره مئات الشاحنات يومياً محمّلة بالبضائع المتجهة نحو دول جنوب الصحراء.
وتأتي هذه الخطوة في سياق خاص يتزامن مع القرار التاريخي الصادر عن مجلس الأمن الدولي في 31 أكتوبر، الذي جدد دعمه لجهود المغرب في إطار مبادرة الحكم الذاتي بالصحراء، وهو ما اعتبر انتصارا دبلوماسيا جديدا للمملكة. كما يتزامن المشروع مع التحضيرات الوطنية للاحتفال بذكرى المسيرة الخضراء في السادس من نونبر، الحدث الذي يرمز إلى تجذر السيادة المغربية في أقاليمها الجنوبية.
ويرى مراقبون أن هذا المشروع الطرقي الجديد يمثل رسالة واضحة عن استمرار الدولة في الاستثمار في البنية التحتية بالجنوب، ليس فقط لتحسين الربط الطرقي، بل أيضا لترسيخ الحضور الاقتصادي والتنموي للمغرب في هذه المنطقة الاستراتيجية.
وبهذا، تتحول الگرگرات تدريجيا إلى نقطة عبور عصرية تجمع بين متطلبات الأمن والتنمية، وتفتح الطريق أمام مستقبل واعد للربط بين المغرب وعمقه الإفريقي، بما يعزز مكانة المملكة كجسر حقيقي للتعاون جنوب–جنوب.