انطلقت مؤخرا الحفريات الأثرية في موقع المدينة القديمة “موشتريا” الواقعة ضمن تراب جماعة الغربية بإقليم سيدي بنور، وذلك في إطار مشروع يهدف إلى رصد وإثراء التراث الأثري للمنطقة.
وتشرف على هذه الأشغال فرق مختصة من مختبر المغرب والدول المتوسطية التابع لجامعة شعيب الدكالي بالجديدة، في خطوة تهدف إلى تعزيز الدراسات التاريخية لجهة دكالة عبر عمليات التنقيب الميداني.
وتأتي هذه الحفريات في إطار شراكة علمية بين المختبر والمعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث (INSAP)، تشمل أيضا التعاون مع الجمعيات والفاعلين المحليين، بما يضمن إشراك المجتمع المحلي في الحفاظ على التراث وتعزيزه.
وأوضح عبد الله فيلي، مدير المختبر وأستاذ التاريخ والآثار بالجامعة، لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن المشروع يركز على توثيق الموروث المعماري للمدينة، بما في ذلك الأسوار، والأبواب، والقطع الفخارية، مؤكدا أن المرحلة الأولى من الحفريات، المستمرة إلى يوم الثلاثاء 9 شتنبر، ستوفر تشخيصا دقيقا للموقع. كما أشار إلى أن العينات التي ستجمع خلال التنقيب ستخضع لتحاليل معمقة قد تكشف عن معلومات جديدة حول تاريخ المدينة.
يذكر أن مدينة موشتريا، التي تأسست في القرن السادس عشر، حملت عدة أسماء عبر التاريخ، من بينها “المدينة الغربية” و”موشنزايا”، وتقع بين الوليدية وجماعة الغربية، ما يجعلها نقطة مركزية لفهم التطور الحضري والثقافي لجهة دكالة.