في ساعة متأخرة من الليل، وبينما كانت مدينة أنتويرب البلجيكية تغط في صمتها المعتاد، دوى انفجار عنيف اهتزت له جنبات حي “ويلريك”، غير أن المفارقة الصادمة أن أحدا لم يتصل بالشرطة وقت وقوعه. وظلت السلطات جاهلة لما حدث إلى أن أبلغت صباح اليوم الموالي، ليتبين أن الأمر يتعلق بهجوم استهدف منزل شخص يحمل تاريخا ثقيلا في عالم المخدرات: المغربي يوسف بوشيار، المعروف لدى الأجهزة الأمنية بتورطه في ملفات كبرى للاتجار الدولي بالكوكايين.
الانفجار وقع حوالي الساعة الثالثة فجرا، لكن لم يتم الإبلاغ عنه إلا بعد مرور أكثر من خمس ساعات، حيث تلقت شرطة أنتويرب البلاغ حوالي الساعة الثامنة والنصف من صباح الاثنين. المعاينات الأولية أظهرت أن باب المنزل الأمامي تعرض لأضرار جسيمة، في وقت أكدت فيه المعطيات أن المنزل كان خاليا أثناء وقوع الحادث، وهو ما حال دون تسجيل خسائر بشرية.
سجل إجرامي ثقيل
الاسم الذي تردد بسرعة في أروقة التحقيق هو يوسف بوشيار، البالغ من العمر 41 سنة،.. والذي سبق أن صدر في حقه حكم بالسجن ثلاث سنوات سنة 2021،.. بعد محاولته تنفيذ عملية سطو كبيرة لإخراج 350 كيلوغراما من الكوكايين من مستودع ببلدية “ميركسم”. حينها تم ضبطه وهو يحاول الفرار بسرعة جنونية، اصطدم خلالها بحاجز أمني، ما جعله هدفا دائما للرقابة الأمنية.
بوشيار، الذي سبق أن ارتبط اسمه بعمليات سرقة مسلحة في شبابه، لا يبدو أنه غادر عالم الجريمة مطلقا،.. بل صار، وفق مصادر أمنية بلجيكية، جزءا من نزاعات دموية بين شبكات تهريب المخدرات. سنة 2019،.. أحرقت سيارة شقيقه في ظروف غامضة، ثم في دجنبر 2023،.. هز انفجار آخر بيت أسرته في حي “هوبوكين”، في رسالة تحذير يبدو أنها لم تفلح في إبعاده عن هذا العالم الخطر.
مصادر أمنية محلية أكدت لـ”آنفا نيوز” أن كل الفرضيات مطروحة،.. لكن الاتجاه الأقرب للتحقيقات هو تصفيات حسابات بين أباطرة الكوكايين،.. حيث أصبحت مدن بلجيكية مثل أنتويرب وساحة لحرب خفية بين شبكات مغربية، جزائرية،.. وبلجيكية تتنازع السيطرة على موانئ التهريب والتوزيع.
الشرطة تحفظت على تفاصيل التحقيق، لكنها لم تخف قلقها من تصاعد الهجمات المرتبطة بعالم المخدرات،.. خاصة تلك التي تتم في مناطق سكنية، ما يهدد سلامة المدنيين، ويزيد من تعقيد المشهد الأمني في بلجيكا.