في تطور لافت يبعث على التفاؤل، أكدت مصادر حصرية لـ “أنفا نيوز” تحسنا ملموسا في مستوى جودة الخدمات المقدمة داخل عدد من المستشفيات الكبرى عبر التراب الوطني. ويأتي هذا التحسن بعد فترة طويلة من الشكاوى المتراكمة حول تدني مستوى الاستقبال والخدمة.
شمل هذا التقييم الإيجابي كلا من مستشفى الحسن الثاني في أكادير، والمستشفى الجامعي في وجدة، والمستشفى الجامعي في فاس، بالإضافة إلى مستشفى مولاي علي الشريف في الرشيدية ومستشفى سيدي حساين بناصر في ورزازات. وأظهرت عمليات الرصد والمكالمات التواصلية المباشرة مع مرتادي هذه المؤسسات الصحية رضا تاما عن التغيير الملحوظ في طريقة العمل والتعامل.
الأبرز في هذا التحول المفاجئ هو اختفاء الذرائع المعتادة التي كانت تشكل عائقا دائما أمام علاج المواطنين. فجأة، لم يعد المواطنون يسمعون العبارات التي لازمت القطاع لسنوات، مثل: “السكانير خاسر”، أو “جهاز الأشعة السينية (X) لا يعمل”، أو “الريزو طايح”، أو “البنج ما كانش”، أو حتى “الخيط باش كيخيطو تقاضى”. هذا التوقف المفاجئ لهذه المشكلات التقنية والإدارية كشف عن حقيقة صادمة.
وتؤكد هذه المعطيات الجديدة أن حوالي 60% من مشاكل القطاع الصحي في بلادنا لم تكن مشاكل هيكلية أو لوجستية بالضرورة، بل كانت في جزء كبير منها نتاجا مباشرا لـ التقصير البشري وسوء تدبير الموارد البشرية.
وتؤكد ذات المصادر أن التجربة أثبتت أنه بمجرد انضباط العنصر البشري وتفعيله، أصبحت الأجهزة تعمل، والمواد المستهلكة متوفرة، والخدمات تقدم بشكل طبيعي وفعال، ما يؤكد أن مفتاح الإصلاح يكمن أولا في إعادة تأهيل وإدارة الطاقم العامل داخل هذه المؤسسات.