الأكثر مشاهدة

باكستان تسعى لـ “اتفاق تجاري تفضيلي” مع المغرب لفتح أسواق شمال إفريقيا

على هامش مؤتمر رؤساء البرلمانات (ISC) المنعقد بالعاصمة الباكستانية إسلام آباد، أجرى محمد ولد الرشيد، رئيس مجلس المستشارين، لقاء ثنائيا مع سيد يوسف رضا جيلاني، رئيس مجلس الشيوخ الباكستاني، تم خلاله التأكيد على إرادة مشتركة لتوسيع آفاق التعاون البرلماني والاقتصادي والثقافي بين البلدين، اللذين يجمعهما تاريخ طويل من الأخوة الإسلامية والتقارب الروحي.

وخلال اللقاء، رحب المسؤول الباكستاني بالوفد المغربي، مشيدا بـالمشاركة الفاعلة للمغرب في المؤتمر وبـ”إسهامه المتميز في تعزيز الدبلوماسية البرلمانية”، مؤكدا أن موضوع المؤتمر حول السلام والأمن والتنمية يعكس بصدق القيم المشتركة بين البلدين المبنية على الإيمان والوفاء والصداقة الصادقة.

جيلاني ذكر أيضا بـالموقف التاريخي لباكستان في دعم استقلال المغرب منذ سنة 1952، معتبرا أن هذه العلاقة “ظلت متينة رغم تعاقب العقود”، داعيا إلى إحداث مجموعات صداقة برلمانية جديدة وتقوية التواصل بين اللجان الدائمة في المؤسستين التشريعيتين، لما لذلك من أثر في تعزيز الحوار والتعاون المستمر.

- Ad -

وفي الجانب الاقتصادي، أبرز رئيس مجلس الشيوخ أهمية تطوير التعاون بين دول الجنوب لمواجهة التحديات المشتركة مثل التغير المناخي والفوارق الاقتصادية والأمن الغذائي، مشيدا بالدور المغربي في احتضان المنتدى البرلماني الثالث للتعاون جنوب-جنوب، الذي وصفه بأنه “منصة مؤثرة للدبلوماسية البرلمانية العالمية”.

كما أشار جيلاني إلى أن حجم المبادلات التجارية بين البلدين لا يزال محدودا، موضحا أن صادرات باكستان نحو المغرب بلغت 28 مليون دولار سنة 2024، مقابل واردات مغربية تفوق 600 مليون دولار، وهو ما يشكل “فرصة لتوسيع التعاون التجاري المتبادل”. واقترح في هذا السياق إحداث مجلس أعمال مشترك واتفاق تجاري تفضيلي، إلى جانب تبادل بعثات قطاعية في مجالات النسيج، الزراعة، الأدوية، تكنولوجيا المعلومات، وصناعة الجلد والرياضة.

ولم يغفل جيلاني الدعوة إلى تعزيز الشراكات في مجال الطاقات المتجددة، والصناعات الغذائية، والقطاع المنجمي، مشيرًا إلى أهمية فتح قنوات بنكية وتسهيلات مالية ثنائية لتشجيع المبادلات والاستثمار بين البلدين.

وفي سياق متصل، اعتبر رئيس مجلس الشيوخ الباكستاني أن الموقع الجغرافي للمغرب وانخراطه الفاعل داخل الاتحاد الإفريقي يجعلان منه بوابة مثالية لعبور باكستان نحو القارة الإفريقية، داعيا إلى إطلاق مشاريع مشتركة في الفلاحة والبناء والصيدلة والتكوين المهني داخل الدول الإفريقية الصديقة.

كما أعرب عن إعجابه بـالنموذج المغربي في السياحة المستدامة، داعيًا إلى تبادل الخبرات في هذا المجال وإقامة برامج لتبادل الطلبة والشباب وتنظيم حملات ترويجية سياحية مشتركة، فضلا عن تسهيل إجراءات التأشيرات لتعزيز الروابط الثقافية والإنسانية.

وفي ختام اللقاء، أكد يوسف رضا جيلاني أن العلاقات المغربية الباكستانية راسخة في قيم الاحترام المتبادل والأخوة الإسلامية، مشيرا إلى أن بلاده مستعدة لـتوسيع مجالات التعاون مع المملكة في التعليم، والاستثمار، والثقافة، والتجارة، مضيفا أن البلدين سيواصلان، إلى جانب شركائهما في الجنوب العالمي، العمل من أجل ترسيخ السلام والتسامح والتعايش على الساحة الدولية.

مقالات ذات صلة