شهدت الأجواء المغربية خلال الساعات الماضية تحركات غير اعتيادية لسرب من الطائرات الحربية، إذ رصدت مقاتلات فرنسية من طراز “رافال” وهي تحلق جنبا إلى جنب مع نظيرتها المغربية “F-16” فوق عدة مناطق من التراب الوطني، كما شاركت مقاتلات أخرى في التمرين بما في ذلك ميراج أف1 المغربية، وميراج 2000 الفرنسية، في إطار مناورات عسكرية جوية تعكس عمق الشراكة الاستراتيجية بين القوات الجوية المغربية ونظيرتها الفرنسية.
الفيديوهات التي توصلت بها “آنفا نيوز”، والتي وثقها مواطنون من قلب سماء المملكة، أظهرت بوضوح تحليق الطائرات في تشكيلات دقيقة، ما يؤكد وجود تدريبات عسكرية منسقة مسبقا، وهو ما أكدته مصادرنا الخاصة، مشيرة إلى أن الأمر يتعلق بنسخة جديدة من مناورات “MARATHON 2025”.
المصادر ذاتها أوضحت أن هذه التدريبات تندرج ضمن سلسلة من المناورات الجوية الثنائية،.. سبق تنظيمها في السنوات الأخيرة، بين سلاح الجو الملكي المغربي ونظيره الفرنسي،.. بهدف تبادل الخبرات وتعزيز التنسيق العملياتي في مجال القتال الجوي الحديث.
غير أن ما يثير الانتباه هذه المرة، بحسب ما أكده خبير عسكري في تصريح لـ”آنفا نيوز”،.. هو الطابع الاستراتيجي لهذه النسخة، خاصة في ظل حديث دوائر فرنسية ومغربية عن اهتمام القوات المسلحة الملكية بإمكانية اقتناء طائرات “رافال” مستقبلا، لتعويض مقاتلات “ميراج F1” التي شارفت على الخروج من الخدمة.
ويشار إلى أن سلاح الجو الملكي المغربي يخضع حاليا لمراجعة شاملة في ما يخص تركيبة أسطوله،.. مع التوجه نحو تحديث شامل يواكب التحولات الإقليمية والدولية، ويعزز قدرات الردع والدفاع عن السيادة الوطنية.
التدريبات، التي نفذت بدقة عالية، تأتي في سياق جيوسياسي متغير،.. يعكس حرص الرباط على تقوية جاهزيتها العسكرية، وتوسيع شراكاتها الدفاعية مع القوى الكبرى، بما فيها فرنسا،.. الحليف التقليدي للمغرب في المجال الأمني والعسكري إلى جانب الولايات المتحدة.