في مدينة بوجدور، يخيّم صمت ثقيل، لا تكسره سوى دعوات الأمهات ودموع العائلات، بعد مرور خمسة عشر يوما على فقدان قارب صيد تقليدي وعلى متنه بحاران خرجا في رحلة روتينية، ولم يعودا قط.
القارب، المعروف بـ”السويدية 1035105″، أبحر صباح الثلاثاء 17 يونيو صوب السواحل الواقعة بين امطلان وانترفت، جنوب الداخلة. شوهد للمرة الأخيرة وهو يشق عباب البحر، قبل أن ينقطع عنه الاتصال بشكل تام، في منطقة تشتهر بعزلتها وانعدام التغطية الهاتفية. هناك، توقفت الأخبار، وتجمد الزمن.
المعطيات الأولية ترجح أن عطلا ميكانيكيا قد يكون أصاب المحرك، مانعا الطاقم من العودة أو التواصل. إلا أن ما يزيد من عمق الجرح، هو غياب أي تدخل رسمي ميداني فعال من طرف الجهات المعنية، كما أكدت عائلات البحارين، التي لم تتلقَ حتى الآن سوى الوعود والانتظار الطويل.
الأسر، التي باتت معلقة بين أمل مستحيل وخوف قاتل، عبرت عن استغرابها من الصمت الرسمي، رغم مرور أسبوعين على اختفاء القارب، ورغم التبليغ الفوري منذ الساعات الأولى.
الوقت يمر، والقلوب تنهار، ومع كل موجة تأتي من البحر، تترقب الأمهات خبرا يعيد لهن الحياة أو يؤكد المأساة. وفي ظل هذا الترقب المؤلم، ناشدت العائلات الملك محمد السادس وكل الجهات المعنية، وعلى رأسها البحرية الملكية، بتدخل عاجل عبر طلعات جوية أو وسائل إنقاذ بحرية، لتمشيط المنطقة وإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
في بوجدور، لا صوت يعلو على صوت الخوف. أبناء البحر ضاعوا، والعائلات لا تريد أن تفقدهم مرتين: مرة في الغياب، ومرة في النسيان.