أعلنت شركة “ساوند إنرجي” البريطانية، المكلفة بتطوير واستغلال حقل الغاز في تندرارة بمنطقة الشرق، عن اقتراب مشروع الغاز من دخول مرحلة الإنتاج. وأفادت الشركة بتحقيق تقدم كبير في عمليات الحفر والتجهيز، كما أكدت اكتمال المرحلة الأخيرة من إعادة تهيئة الآبار TE-6 وTE-7، وهي خطوة أساسية قبل بدء الإنتاج طويل الأمد للغاز الطبيعي المسال (GNL) في مصنع صغير قيد الإنشاء.
ويأتي هذا التقدم بالتزامن مع إتمام عملية تنازل جزئي عن حصص لصالح شركة “مناجم”، بعد موافقة مجلس المنافسة، مما يعزز فرص تسريع تنفيذ المشروع. ومن المتوقع أن تبدأ المرحلة الأولى لإنتاج الغاز بحلول منتصف عام 2025، بطاقة إنتاجية تصل إلى 100 مليون متر مكعب سنويا، مخصصة لتلبية احتياجات الصناعات الوطنية.
فيما يتعلق بالمرحلة الثانية، فإن الشركة تعكف حاليا على دراسات الجدوى التي تهدف إلى إنشاء وحدة معالجة وخط أنابيب لنقل 280 مليون متر مكعب من الغاز سنويا، وهو ما سيساهم بشكل كبير في تعزيز إمدادات الغاز الطبيعي بالمغرب.
مشروعا أنشوا وتندرارة: رهانات المغرب لتأمين احتياجات الغاز الطبيعي
يراهن المغرب على مشروعين لإنتاج الغاز الطبيعي بإمكانيات إجمالية تقدر بأكثر من 28 مليار متر مكعب،.. في مسعى للحد من الاعتماد على واردات الطاقة، خصوصا أن هذين المشروعين في مراحل متقدمة قبل الوصول إلى الإنتاج التجاري.
تقود شركة “إنرجين” البريطانية أكبر هذه المشاريع من خلال رخصة التنقيب في حقل “أنشوا” البحري على الساحل الأطلسي،.. والذي يعتبر أكبر اكتشاف غير مطور في المملكة بحجم 18 مليار متر مكعب. ويتوقع أن يدخل الانتاج سنة 2026. أما المشروع الثاني، فيعود للشركة المغربية “مناجم” التي استحوذت مؤخرا على حصة تعود للشركة البريطانية “ساوند إنرجي” في حقل “تندرارة” البري شرق البلاد، بموارد تقدر بنحو 10.67 مليار متر مكعب.
تتعامل السلطات المغربية بحذر مع إعلانات الشركات الأجنبية المنقبة عن الهيدروكربونات،.. نظرا لأنها لم تبدأ مرحلة الإنتاج التجاري بعد. لكن مشروعي “أنشوا” و”تندرارة” يردان دائما على لسان المسؤولين في وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة،.. كأكثر مشاريع التنقيب موثوقية.
لا يتجاوز إنتاج المغرب من الغاز الطبيعي 100 مليون متر مكعب سنويا من حقول صغيرة غرب البلاد،.. ويستورد باقي احتياجاته المقدرة بنحو مليار متر مكعب سنويا من السوق الدولية،.. حيث يرتبط بخط أنابيب مع إسبانيا يسهل عليه الاستيراد.
يتوقع أن يشهد استهلاك المملكة من الغاز الطبيعي ارتفاعا ملحوظا،.. حيث من المتوقع أن يصل إلى 1.1 مليار متر مكعب العام المقبل،.. ليتصاعد إلى 1.7 مليار متر مكعب بحلول نهاية العقد الحالي، و3 مليارات متر مكعب بحلول عام 2040. وتعتبر هذه التوقعات صادرة عن المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب،.. مما يجعل تعزيز الإنتاج المحلي هدفا استراتيجيا للبلاد، نظرا لإمكانية تخفيف فاتورة الواردات بشكل كبير.