استضاف وزير الصحة أمين التهراوي، في مقر الوزارة بالرباط، سفير المملكة المتحدة سيمون مارتن في لقاء ركز على فرص التعاون بين البلدين في مجال الرعاية الصحية. ووفقا لبيان صادر عن السفارة البريطانية، فقد تطرقت المباحثات إلى مجالات التكوين الطبي، وتأهيل الأطر الصحية، إلى جانب تبادل الخبرات في الابتكار الطبي.
ورغم الطابع الرسمي الذي طغى على اللقاء، إلا أن معطيات متداولة في الأوساط البريطانية تكشف أن المملكة المتحدة تواجه أزمة حادة في قطاعها الصحي، حيث تعاني من نقص كبير في الأطباء العامين، والمتخصصين في الطب النفسي والطوارئ. وبدلا من استثمار الموارد المالية لتأهيل أطرها المحلية،.. تلجأ الحكومة البريطانية إلى استقطاب الكفاءات الطبية من الخارج، خصوصا من الدول النامية.
ولتسهيل هذا المسعى،.. اتخذت بريطانيا في الآونة الأخيرة تدابير لتخفيف قيود التأشيرات المفروضة على الأطر الطبية،.. كما أطلقت “هيئة الصحة الوطنية” حملة توظيف واسعة تشمل عدة دول،.. يتم من خلالها استقطاب الأطباء والممرضين وتدريبهم وفقا للمعايير البريطانية قبل توجيههم للعمل في مستشفياتها.
ويبقى السؤال مفتوحا حول مدى تأثير هذا التوجه على قطاع الصحة المغربي،.. وما إذا كان سيساهم في تعزيز التعاون الثنائي،.. أم أنه سيمثل استنزافا للأطر الطبية الوطنية التي يعاني المغرب أصلًا من نقص فيها.