انطلقت الاستعدادات على قدم وساق من طرف شركة “كازا بيئة”، الذراع البيئي التابع لجماعة الدار البيضاء، لإحداث مستوصف بيطري موجه خصيصا لرعاية الحيوانات الضالة. هذا المشروع، الذي سيقام داخل المحجز الجماعي المتواجد بمنطقة المطرح العمومي في إقليم مديونة، يدخل ضمن جهود ضبط الوضع البيئي ومواجهة ظاهرة انتشار الكلاب والقطط غير المملوكة.
المستشفى المرتقب سيشمل فضاء طبيا بيطريا يمتد على نحو 100 متر مربع، وستوفر فيه خدمات مختلفة أبرزها التعقيم الجراحي، التلقيح ضد داء السعار، وتقديم علاجات صحية للحيوانات المريضة، إضافة إلى تسجيل هويتها رقميا لتسهيل تتبع حالاتها لاحقا.
وحسب معطيات رسمية وفرتها شركة “الدار البيضاء بيئة”، فإن البنية الجديدة ستكون مجهزة بطاولة عمليات، أدوات جراحية متكاملة، آلة لتعقيم المعدات الطبية، إلى جانب أطقم بيطرية من الهيئة الوطنية للأطباء البياطرة، والتي ستتكلف أيضا بتنسيق برنامج العمل بالمحجز.
المشروع يندرج ضمن تفعيل اتفاقية إطار وقعتها سلطات المدينة سنة 2019، بهدف تنظيم عملية تعقيم وتلقيح الحيوانات الضالة، والحد من تفشي الأمراض المرتبطة بها، وعلى رأسها داء السعار الذي ما زال يشكل تهديدا صحيا في عدد من الأحياء.
أول مستوصف للحيوانات الضالة داخل محجز مديونة
في المقابل، وجدت الشركة نفسها مجبرة على الرد على الاتهامات التي راجت أخيرا بشأن “التعامل العنيف” مع الكلاب خلال عمليات الجمع. إذ نفت بشكل قاطع وجود أي ممارسات تعسفية أو تعذيب، مشددة على أن كل التقنيات المعتمدة تخضع للمعايير الدولية، وأن الفرق التقنية تخضع لتدريبات مهنية دقيقة قبل تنفيذ المهام.
وأوضحت الشركة أن بعض الحالات قد تتطلب استخدام أدوات خاصة لحماية العاملين، خاصة عند التعامل مع حيوانات شرسة أو حاملة لأمراض معدية. وهو ما ترى فيه إجراء وقائيا أكثر منه سلوكا عنيفا.
المحجز الجماعي نفسه يمتد على مساحة تقدر بـ10 آلاف متر مربع، ويتوفر على تجهيزات كبيرة تضم 120 قفصا للكلاب الضالة، و43 قفصا للكلاب الخطيرة، و38 قفصا للحيوانات التي خضعت للتعقيم. كما يضم 200 قفص مخصص للقطط، و20 أخرى بعد العملية الجراحية.
ومع تصاعد الدعوات من جمعيات الرفق بالحيوان والمجتمع المدني لضمان كرامة الحيوانات، يبدو أن مشروع المستوصف الجديد يشكل خطوة إيجابية نحو مقاربة أكثر إنسانية وواقعية لهذه الظاهرة، التي لطالما أثارت الجدل بين المواطنين والسلطات.