استقرت أخيرا مؤسسة “ستاندار تشارترد” البنكية العالمية في المغرب، بعد أسابيع قليلة من التصريحات الأولية التي صدرت عن مسؤوليها في أبريل الماضي، والتي كانت توحي فقط بالنوايا.
لكن الوثائق تكشف أن القرار لم يكن وليد اللحظة، بل تمت المصادقة على فتح مكتب تمثيلي للبنك البريطاني بالمملكة منذ 17 مارس، وذلك من خلال اللجنة القضائية الدائمة التابعة للمجموعة. في يوم 25 أبريل، تم تسجيل المكتب رسميا في السجل التجاري بالمحكمة التجارية في الدار البيضاء، تحت اسم: Standard Chartered Bank, Morocco Representative Office.
اختار البنك أن يجعل مكتبه التمثيلي الجديد داخل برج “كازا بيزنس تاور”، الواقع بقلب منطقة “كازا فينونس سيتي”، الرمز المالي الجديد للدار البيضاء. وحسب معطيات موثوقة، فإن هذا المكتب سيقتصر نشاطه على التمثيل والتواصل وتوفير المعلومات، دون القيام بأي عمليات مصرفية مباشرة في السوق المحلية.
الفرع المغربي سيكون تحت إشراف ثلاث قيادات مصرفية من خلفيات متنوعة. المغربية هند حسام، المديرة الإقليمية للبنك في إفريقيا والشرق الأوسط، تتولى التنسيق العام، إلى جانب الإماراتية رولا أبو منيف، المسؤولة عن العمليات في الإمارات والشرق الأوسط وباكستان، والأسترالي غريغوريو سبيروس، المكلف بإدارة البرامج.
تأتي هذه الخطوة كجزء من استراتيجية جديدة أطلقها البنك منذ أبريل 2022، بهدف التركيز على الأسواق ذات الأولوية العالية، مقابل انسحاب تدريجي من دول لم تعد تشكل نفس الأهمية الاستراتيجية. من بين هذه الدول: زيمبابوي، أنغولا، الكاميرون، غامبيا، سيراليون، الأردن، لبنان وتنزانيا، إضافة إلى تقليص أنشطة التجزئة البنكية في بوتسوانا وأوغندا وزامبيا.
في يناير الماضي، افتتح البنك فرعا كاملا في مصر، واعتبرها بوابة محورية للربط بين إفريقيا والشرق الأوسط. واليوم، يبدو أن المغرب ينخرط في نفس الرؤية، من خلال توظيف موقعه الاستراتيجي والبنيات المالية المتطورة في الدار البيضاء لجذب هذا النوع من المؤسسات العالمية.