على هامش المؤتمر الوزاري الأول لمنتدى الشراكة بين روسيا وإفريقيا في سوتشي، التقى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، مع وزير الشؤون الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، لبحث تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.
وتمت مناقشة مجموعة من القضايا الإقليمية والدولية التي تهم البلدين، بالإضافة إلى تبادل وجهات النظر حول التحديات المشتركة في الساحة الدولية. كما تم التأكيد على أهمية استمرار التعاون بين المغرب وروسيا في مختلف المجالات، خاصة في ظل الشراكة الاستراتيجية التي تم إطلاقها بين البلدين بعد الزيارة التاريخية التي قام بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى موسكو في 2016، والتي كان لها دور كبير في تعزيز الروابط السياسية والاقتصادية بين الرباط وموسكو.
تعتبر العلاقات بين المغرب وروسيا متميزة بعلاقات دبلوماسية حية تحافظ على حوار منتظم على أعلى المستويات، حيث سبق لبوريطة ولافروف أن التقيا في مناسبات عدة، من بينها الاجتماع الذي عقد في نيويورك على هامش الدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة في شهر شتنبر الماضي، بالإضافة إلى المحادثات التي جمعتهما في مراكش خلال الدورة السادسة لمنتدى التعاون روسيا – العالم العربي في دجنبر 2023.
بوريطة يؤكد لـ لافروف على الأولويات الأفريقية في الشراكة مع روسيا
في خطابه الذي ألقاه أمس بمدينة سوتشي خلال مشاركته في أول مؤتمر وزاري لمنتدى الشراكة بين روسيا وأفريقيا، دعا وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة إلى تعزيز مكانة أفريقيا على الساحة الدولية. وأكد بوريطة على ضرورة الاستماع إلى مطالب القارة واحترامها، مشددا على أهمية تمسك الدول الأفريقية بسيادتها وسلامة أراضيها لتحقيق الاستقرار والازدهار المستدام.
كما نبه إلى أن التعايش السلمي والاحترام المتبادل بين الدول الأفريقية يعد أساسا ضروريا لبناء السلام في القارة، مشيرا إلى أن بعض المحاولات لفرض قوة قارية واحدة على حساب المصالح العامة تساهم في نشر الانقسامات. وعبر بوريطة عن أهمية التحرر من منطق الوصاية، مؤكدا أن أفريقيا قادرة على إدارة شؤونها الداخلية بدون تدخل خارجي.
وفي سياق التعاون مع روسيا، أوضح بوريطة أن الشراكة الروسية الأفريقية يجب أن ترتكز على أولويات القارة، خاصة في مجالات الأمن الغذائي والطاقة. وأكد على أهمية استثمار القمة المقبلة بين روسيا وأفريقيا لتعزيز التعاون الذي يخدم مصالح شعوب القارة.
وفي ختام كلمته، أبرز بوريطة دور المغرب البارز في دعم التعاون مع روسيا والدول الأفريقية، مؤكدا أن بلاده تواصل العمل مع شركائها لتحويل الالتزامات إلى مشاريع ملموسة تسهم في التنمية المستدامة وتحقيق الأمن الغذائي والطاقة.