تحركت فرق الدرك الملكي ببوسكورة، مدعومة بعناصر سرية النصر، لتعيد رسم حدود الأمان في منطقة باتت معروفة أكثر بأوكار المخدرات منها بطرقها الترابية.
دوار الشلوح و”لوزين الحوت”، أو ما يصطلح عليه محليا بـ”العطار”، تحولا في الشهور الأخيرة إلى عناوين سوداء لترويج المخدرات، وعلى رأسها مادة “البوفا” القاتلة. هذه المادة، رغم بساطة ثمنها، تحولت إلى سلاح خفي يفتك بأعمار الشباب ويُغذي ماكينة الإجرام.
استجابة لصرخات السكان وشكاوى متكررة عن انتشار السرقة والعنف،.. نفذت عناصر الدرك حملة أمنية دقيقة، حولت ليل “العطار” إلى كابوس بالنسبة للمروجين والمشتبه فيهم. الاقتحام لم يكن عشوائيا، بل جرى وفق خطة محكمة شملت تمشيط النقاط الحساسة وتوقيف عدد من الأفراد المرتبطين بشبكات الترويج.
العملية لم تكن فقط استعراضية،.. بل جزء من استراتيجية أمنية جديدة هدفها ليس فقط توقيف المروجين، بل تجفيف منابع الإجرام من جذورها،.. عبر تضييق الخناق على كل من يحول حاجة المدمن إلى وسيلة للإثراء على حساب أمن المواطنين.
مادة “البوفا”، تلك السموم البيضاء التي غزت أزقة الدواوير، لم تقتل الأجساد فقط،.. بل اغتالت الشعور بالأمان. فمع كل جرعة، يظهر لص جديد، يعترض سبيل المارة،.. أو يسطو على الهواتف تحت التهديد، في مشهد أصبح مألوفا لسكان بوسكورة
الجرائم في محيط “شلوح” و”لوزين حوت” لم تعد استثناء،.. بل شبه يومية والأسوأ، أن بعض المجرمين لا يسرقون بدافع الجشع، بل بدافع الإدمان، وهو ما يجعلهم أكثر تهورا وأقل قابلية للتراجع.