في إطار الذكرى الفضية لعيد العرش لعام 2024، صدر عفو ملكي سام شمل مجموعة من المعتقلين السياسيين والمدونين، وعلى رأسهم توفيق بوعشرين، المدير السابق لجريدة “أخبار اليوم”. بعد قضاء سبع سنوات خلف أسوار سجن العرجات 2 في سلا، خرج بوعشرين إلى الحرية معبرا عن سعادته العميقة بهذا القرار، مؤكدا على ضرورة الإفراج عن باقي المعتقلين السياسيين، وعلى وجه الخصوص معتقلي “حراك الريف”.
وفي كلمة ألقاها بوعشرين خلال حفل نظمه الجمعية المغربية لحقوق الإنسان للاحتفاء بالمعتقلين المفرج عنهم، قال: “نغادر السجن اليوم بفضل المبادرة الملكية النبيلة التي وضعت حدا لكابوس طال سنوات، وأنهت المعاناة اليومية لعائلاتنا التي كانت تتنقل بين قاعات الزيارة”. وأضاف بوعشرين أنه رغم فرحة الإفراج عنه، إلا أن هذه الفرحة لم تكتمل في ظل بقاء عدد من المعتقلين السياسيين خلف القضبان، مثل “أبطال حراك الريف” الذين عانوا طويلا من القمع والظلم.
وتطرق بوعشرين إلى الفترة التي قضاها في السجن، حيث أكد أن “السجن ليس هو الأصعب،.. بل التشهير اليومي بنا وبعائلاتنا في وسائل الإعلام، وخاصة الرسمية منها”. وأضاف: “رغم قسوة الأحكام التي صدرت بحقنا، فإن ما تعرضنا له من تشهير كان أقسى بكثير،.. ومع ذلك خرجنا بابتسامة تعبر عن عدم وجود أي حقد أو رغبة في الانتقام في قلوبنا”.
وأشار بوعشرين إلى أن المغرب يتسع للجميع ويضمن الحق في العيش تحت سقف الحرية وفي ظل القانون،.. معربا عن أمله في أن تكون هذه المبادرات الحقوقية بداية لانفراجة حقيقية في السياسة والصحافة والنضال الاجتماعي. كما دعا إلى تعزيز هذه المبادرات لتصبح عنوانا لمرحلة جديدة من الحرية والعدالة في البلاد.
جدير بالذكر أن بوعشرين قد أدين في عام 2019 بتهمة “الاتجار بالبشر واستغلال السلطة والنفوذ لأغراض الاستغلال الجنسي”،.. وحكم عليه بالسجن لمدة 15 سنة. وقد سبق أن أصدرت غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف في الدار البيضاء حكما بالسجن النافذ لمدة 12 سنة في حقه.