أظهرت دراسة جديدة، أن 29% من الأفراد الذين زاروا قسم الطوارئ بسبب تعاطي القنب تعرضوا لضغوط نفسية واضطراب القلق في غضون ثلاث سنوات. الدراسة أجراها باحثون من معهد برويير للأبحاث وقسم طب الأسرة بجامعة أوتاوا، وبالتعاون مع مستشفى أوتاوا والمركز الدولي للدراسات البيئية والاجتماعية
تعد هذه الدراسة، التي نشرت في مجلة الطب السريري الإلكترونية التابعة لمجلة The Lancet،.. أكبر دراسة حتى الآن تستعرض العلاقة بين تعاطي القنب والقلق. شملت الدراسة أكثر من 12 مليون شخص في مقاطعة أونتاريو بكندا،.. في الفترة من عام 2008 إلى 2019، والذين لم يشخصوا أو يتلقوا علاجا لمشاكل القلق من قبل.
استخدم الباحثون بيانات السجل الصحي من ICES لتحليل خطر الإصابة بضغوط نفسية واضطراب القلق بين الأفراد الذين زاروا قسم الطوارئ لتعاطي القنب، مقارنة مع عامة السكان. وتشير نتائج الدراسة إلى أن هؤلاء الأفراد كانوا أكثر عرضة للإصابة بضغوط نفسية واضطرابات القلق، مما يشير إلى تفاقم الحالة النفسية لديهم.
الدكتور دانييل ميران، المؤلف الرئيسي للدراسة، أكد أن الأفراد الذين يحتاجون إلى علاج في قسم الطوارئ بسبب تعاطي القنب يواجهون خطرا أكبر لتطور اضطرابات القلق. هذا التحذير يبرز أهمية فحص تأثير تعاطي القنب على الصحة النفسية واتخاذ التدابير اللازمة لتوعية الجمهور بتبعاته الصحية.
تشمل النتائج الرئيسية للدراسة حول تعاطي القنب ما يلي:
خطر الإصابة بانخراط في اضطراب قلق جديد: خلال فترة ثلاث سنوات،.. تم تشخيص إصابة 27.5٪ من الأفراد الذين قاموا بزيارة قسم الطوارئ بسبب تعاطي القنب بانخراطهم في اضطراب قلق جديد في العيادات الخارجية أو قسم الطوارئ أو حتى في المستشفى، وهذا مقارنة بنسبة 5.6٪ في عامة السكان. يظهر هذا أن هناك زيادة تصل إلى 3.9 أضعاف بعد مراعاة العوامل الاجتماعية وتشخيصات الصحة العقلية الأخرى.
خطر الإصابة بانخراط في اضطرابات القلق الشديدة أو المتفاقمة: خلال نفس الفترة الزمنية،.. ارتفعت نسبة الأفراد الذين زاروا قسم الطوارئ بسبب تعاطي القنب والذين انخرطوا في اضطراب القلق إلى 12.3٪،.. مقارنة بنسبة 1.2٪ في عامة السكان، وهو ارتفاع بمعدل 3.7 أضعاف بعد مراعاة العوامل الاجتماعية وتشخيصات الصحة العقلية الأخرى.
في الأفراد الذين زاروا قسم الطوارئ بسبب تعاطي القنب كسبب رئيسي،.. زادت فرص دخول المستشفى أو الزيارة بسبب اضطراب القلق بنسبة 9.4 أضعاف مقارنة بعامة السكان.
كان الرجال والنساء والأفراد من جميع الأعمار الذين زاروا قسم الطوارئ بسبب تعاطي القنب عرضة بشكل كبير لخطر الإصابة بانخراط في اضطرابات القلق الجديدة مقارنة بعامة السكان. وتظهر النتائج أن البالغين الأصغر سنا (10-24 عاما) والرجال كانوا على وجه التحديد عرضة لخطر مرتفع.
جدل حول تأثير القنب على أعراض القلق
تثار جدلات مستمرة حول ما إذا كان استهلاك القنب يتسبب في ظهور اضطرابات القلق لدى الأفراد،.. أو إذا كانت هناك علاقة بين استهلاك القنب وظهور القلق تعكس مدى تأثير القنب على معالجة الأفراد لأعراض القلق من خلال استخدامه كوسيلة ذاتية. أظهرت الدراسة الأخيرة أن استهلاك القنب قد يؤدي إلى تفاقم الحالة النفسية المتعلقة بالقلق،.. وتعتبر هذه الدراسة الأكبر حتى الآن التي تبحث في هذا الموضوع.
بغض النظر عن العلاقة السببية، يحذر الباحثون من استخدام الحشيش كوسيلة لمعالجة أعراض القلق نظرا لعدم توفر أدلة على فعاليته،.. ويشيرون إلى أن هذا الاستخدام قد يؤخر استخدام العلاجات الأخرى المستندة إلى الأدلة،.. مع التحذير من المخاطر المحتملة التي تتمثل في تفاقم أعراض القلق بشكل كبير.
تطرق الدكتور ميران إلى زيادة سريعة في استهلاك القنب في كندا خلال الخمسة عشر عامًا الماضية،.. مشيرا إلى الشعور العام بأن القنب لا يشكل خطرا نسبيا أو يحمل فوائد صحية. وتحذر الدراسة من أن استهلاك كميات كبيرة من القنب قد يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلق.