استأنفت غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء، أمس الأربعاء، فصول واحدة من أكثر القضايا إثارة للجدل، بعد قرارها تأجيل محاكمة المتورطين في مقتل الطالب بدر، الذي لقي مصرعه دهسا في مرآب أحد المطاعم الفاخرة بمنطقة عين الذياب، السنة الماضية.
المحكمة قررت إرجاء النظر في الملف إلى جلسة 28 غشت المقبل، بسبب تغيب الشهود الرئيسيين، الذين يتابعون دراستهم خارج أرض الوطن، ما دفع الهيئة القضائية إلى تأجيل الحسم في أحد الملفات التي هزت الرأي العام الوطني، وجعلت مصطلح “ولد الفشوش” يتصدر النقاشات المجتمعية.
الواقعة تعود إلى ربيع سنة 2023، حين فارق الشاب بدر الحياة في حادث مأساوي، بعدما دهسه المتهم الرئيسي أشرف.ص، بسيارته الفارهة، في لحظة جنون وغطرسة داخل مرآب مطعم شهير بالدار البيضاء، على خلفية شجار نشب بين مجموعتين من الشباب.
وتجدر الإشارة إلى أن محكمة الجنايات الابتدائية سبق أن وزعت، في أبريل الماضي، أحكاما ثقيلة تراوحت بين الإعدام والسجن المؤبد وخمس سنوات، بعدما توبع المتهم الرئيسي أشرف.ص، المعروف بلقب “ولد الفشوش”، من أجل تهم خطيرة، على رأسها القتل العمد مع سبق الإصرار، ومحاولة القتل العمد، والمشاركة في السرقة المقترنة بالعنف والتعدد والليل، إضافة إلى العنف العمدي.
كما شمل ملف القضية خمسة متهمين آخرين، أحيلوا على المحاكمة في حالة اعتقال، بتهم تكوين عصابة إجرامية، والمشاركة في القتل، ومحاولة القتل، والسرقة الموصوفة.
القضية أعادت طرح العديد من الأسئلة حول النفوذ والعدالة والتمييز الطبقي، خصوصا بعد تداول مقاطع فيديو للحادث، وظهور معطيات تشير إلى أن المتهمين ينتمون لأسر ميسورة، وهو ما أشعل الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي حول مدى قدرة القانون على مساءلة “أبناء الذوات” عندما يتعلق الأمر بأرواح البسطاء.
ورغم الحكم الابتدائي بالإعدام، ينتظر الرأي العام ما ستسفر عنه الجلسات المقبلة، وسط ترقب شعبي واسع لمسار العدالة في ملف تتداخل فيه مشاعر الحزن والغضب والخوف من الإفلات من العقاب.