في ظل التحديات المتزايدة المرتبطة بشح المياه والجفاف، كشفت وزارة التجهيز والماء، خلال مناقشة الميزانية الفرعية لسنة 2025، عن سلسلة من المشاريع الاستراتيجية لضمان تزويد مدينة الدار البيضاء والمناطق المحيطة بها بالماء الصالح للشرب.
من بين المشاريع البارزة التي تم الإعلان عنها، تأتي محطة تحلية مياه البحر التي أشرف ولي العهد الأمير مولاي الحسن على إطلاق أشغالها في يونيو 2024. تهدف هذه المحطة، بميزانية قدرها 9 مليارات درهم، إلى إنتاج 300 مليون متر مكعب سنويا، لتزويد 7.5 مليون نسمة بالماء الصالح للشرب. من المرتقب أن تبدأ المحطة عملها بحلول عام 2027، ما يجعلها حلا استراتيجيا لمواجهة الطلب المتزايد على المياه في الدار البيضاء.
تضمنت الخطط الحكومية مشاريع نقل المياه بين السدود، أبرزها ربط سد المنع بسد سيدي محمد بن عبد الله،.. وتحويل الفائض المائي من حوض سبو إلى حوضي أبي رقراق وأم الربيع. ساهم هذا المشروع في رفع تدفق المياه إلى 6.4 متر مكعب في الثانية،.. مما أدى إلى توفير مياه إضافية لمدن الدار البيضاء وسطات وبرشيد.
إقرأ أيضا: جودة الماء الصالح للشرب تثير قلقا في الدار البيضاء
وأشار التقرير إلى تراجع حاد في نسبة ملء السدود بحوض أم الربيع،.. حيث بلغت نسبة ملء سد المسيرة 7.6% فقط في مايو 2022. وللتخفيف من هذه الأزمة، نفذت الحكومة إجراءات طارئة،.. مثل استخدام منصات ضخ عائمة لاستغلال الأجزاء السفلية لحقينة السدود،.. وتنظيم طلقات مائية لتلبية الاحتياجات الأساسية.
إلى جانب الحلول التقنية، أطلقت الوزارة حملات توعوية في المدارس والأسواق الأسبوعية،.. بهدف تعزيز ثقافة ترشيد استهلاك المياه. كما تم تعزيز الرقابة على عمليات أخذ المياه غير القانونية وتحسين كفاءة شبكات التوزيع لتقليل الفاقد المائي.
تأتي هذه المشاريع ضمن رؤية استراتيجية تهدف إلى مواجهة التحديات المناخية وضمان الأمن المائي للمملكة. من خلال الاستثمار في مشاريع تحلية المياه، تحسين شبكات التوزيع. وتعزيز التعاون بين الأحواض المائية، تسعى الحكومة إلى تأمين الموارد المائية بشكل مستدام لفائدة الأجيال القادمة.