الأكثر مشاهدة

تبخر 650 مليون متر مكعب بسبب الحرارة.. وتحلية البحر ستغطي 60٪ من حاجيات الشرب بحلول 2030

في ظل استمرار التحديات المناخية وتراجع التساقطات المطرية، كشف وزير التجهيز والماء نزار بركة أن المغرب يعيش مرحلة استثنائية على مستوى موارده المائية، مؤكدا أن الوضع يتطلب تعبئة جماعية وتسريع وتيرة المشاريع الاستراتيجية لضمان الأمن المائي الوطني.

وأوضح الوزير، خلال جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس المستشارين يوم الثلاثاء 14 أكتوبر 2025، أن سدود المملكة لم تستقبل سوى 160 مليون متر مكعب من المياه منذ شتنبر الماضي، أي بعجز يناهز 58 في المائة مقارنة بالمعدل المعتاد، رغم التحسن النسبي الذي شهده الموسم الفلاحي المنصرم.

وأشار بركة إلى أن نسبة ملء السدود بلغت حاليا حوالي 32 في المائة فقط، بعدما كانت في حدود 40 في المائة خلال شهر ماي المنصرم. ويعزى هذا الانخفاض، حسب الوزير، إلى الإمدادات الموجهة للقطاع الفلاحي ولتزويد السكان بالماء الصالح للشرب، إضافة إلى تبخر نحو 650 مليون متر مكعب من المياه بسبب موجات الحرارة المرتفعة التي اجتاحت مختلف مناطق البلاد خلال الصيف.

- Ad -

تحلية مياه البحر.. خيار استراتيجي للمستقبل

وفي معرض حديثه عن الحلول المستدامة، أكد وزير التجهيز والماء أن مشاريع تحلية مياه البحر ستشكل رافعة أساسية لتأمين التزود بالماء الصالح للشرب، مشيرا إلى أن هذه المشاريع ستمكن، في أفق سنة 2030، من تغطية أكثر من 60 في المائة من حاجيات المواطنين. واعتبر أن هذا التوجه يمثل خيارا استراتيجيا لتقليص الضغط على الموارد المائية التقليدية، خاصة في ظل ارتفاع الطلب وتزايد حدة الجفاف في السنوات الأخيرة.

ومن بين المشاريع الكبرى التي ساهمت في دعم الأمن المائي، أبرز بركة مشروع ربط حوض سبو بحوض أبي رقراق، الذي مكن في شطره الاستعجالي من تحويل 871 مليون متر مكعب من المياه بين أكتوبر 2023 وأكتوبر الجاري. وأوضح أن هذه العملية ساهمت في تزويد المدن الكبرى بالماء الصالح للشرب، كما استفاد منها نحو 500 ألف نسمة من الساكنة القروية التي كانت تعاني خصاصا حادا في المياه.

وعن تعبئة الموارد الجوفية، كشف الوزير أن المصالح المختصة أنجزت 4221 ثقبا استكشافيا بمجموع عمق يصل إلى 671 ألف متر، وبصبيب إجمالي يقارب 8889 لترا في الثانية، مما مكن حوالي 5.8 ملايين من سكان القرى من الحصول على الماء الصالح للشرب. وأشار إلى أن هذه الجهود تندرج ضمن سياسة مائية متكاملة تسعى إلى تحقيق العدالة في توزيع الموارد وضمان استدامتها للأجيال القادمة.

ورغم محدودية التساقطات وتزايد الضغوط المناخية، أكد بركة أن وزارة التجهيز والماء ماضية في تنفيذ مشاريع مهيكلة تجمع بين التحلية وإعادة استعمال المياه العادمة وتحسين شبكات التوزيع، في إطار رؤية وطنية تهدف إلى تأمين الماء بشكل مستدام لجميع المواطنين، سواء في الحواضر الكبرى أو في المناطق القروية النائية.

مقالات ذات صلة