من جديد، عاد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى ترديد الموقف التقليدي لبلاده تجاه الوحدة الترابية للمملكة المغربية، حين أكد في خطاب بثه التلفزيون الجزائري أن الجزائر لن تتخلى عن ما وصفه بـ”الشعب الصحراوي”، متمسكا بخيار دعم الانفصال ومواصلا نهج التصعيد السياسي الذي طبع علاقات الجزائر تجاه الرباط في السنوات الأخيرة.
وجاءت تصريحات تبون، التي ألقاها خلال زيارته الأخيرة إلى مقر وزارة الدفاع الوطني، في وقت تعيش فيه المنطقة المغاربية توترات دبلوماسية متكررة بسبب تدخل النظام الجزائري في ملف الصحراء المغربية، وهو ما تعتبره الرباط مسا مباشرا بسيادتها ووحدتها الوطنية.
وقال تبون إن بلاده “لن تتخلى عن الصحراويين تحت أي ظرف كان”، معربا عن أمله في أن يتم “حل هذا النزاع” على مستوى الأمم المتحدة. لكنه، في المقابل، تجاهل المبادرة المغربية للحكم الذاتي التي تحظى بتأييد دولي واسع وتعتبر الحل الواقعي الوحيد لإنهاء هذا النزاع المفتعل.
كما نفى الرئيس الجزائري ما سماه “الأكاذيب حول موقف الجزائر أو مسألة الحدود”، مؤكدا أن بلاده ستقبل فقط بـ“الحل الذي يرضي الصحراويين أنفسهم”، في إشارة واضحة إلى استمرار دعم الانفصاليين في تندوف، رغم ما يجره هذا الموقف من توتر دائم مع المملكة المغربية.
ويرى متتبعون أن الخطاب الجزائري لم يعد سوى تكرار لمواقف متجاوزة، تسعى من خلالها السلطة الحاكمة إلى تحويل الأنظار عن الأزمات الداخلية التي تعيشها الجزائر، في حين يواصل المغرب تعزيز موقعه الدبلوماسي في القارة الإفريقية وعلى المستوى الدولي بفضل وضوح رؤيته ومشروعية قضيته الوطنية.
ويؤكد محللون أن استمرار تبون في استعمال ملف الصحراء كورقة سياسية لن يغير من واقع الأمور شيئا، بل يعمق عزلة الجزائر في المنطقة ويؤكد أن خطابها الرسمي لا يزال أسيرا لعقيدة الحرب الباردة، في وقت اختارت فيه الرباط طريق التنمية والتعاون والاستقرار.