الأكثر مشاهدة

حادثين في 4 أشهر.. تحطم “ألفا جيت” يكشف عن “نقاط استفهام” حول مدرج مطار فاس

في حادث مأساوي جديد، لقي طياران عسكريان مصرعهما صبيحة يوم 28 يوليوز الجاري، إثر تحطم طائرة عسكرية من طراز “ألفا جيت” فوق المدرج الرئيسي لمطار فاس سايس، وذلك خلال مهمة تدريبية روتينية نفذتها القوات المسلحة الملكية.
وحسب ما جاء في بلاغ رسمي صادر عن القيادة العامة، فإن الطائرة كانت بصدد تنفيذ مناورة جوية تدخل ضمن برنامج التكوين العسكري الاعتيادي. غير أن المعطيات المتوفرة تشير إلى أن التمرين ربما كان من نوع “تاتش آند غو”، وهي مناورة شائعة في التدريبات التي تتطلب ملامسة المدرج ثم الإقلاع الفوري.

لكن ما أثار انتباه المتابعين، ليس فقط الطابع المؤلم للحادث، بل تكرار السيناريو في نفس الموقع، حيث عرف المدرج ذاته يوم 11 أبريل المنصرم حادثا آخر لطائرة مدنية تابعة لشركة Air Ocean Maroc، انزلقت عن المدرج خلال عملية الهبوط وانتهى بها المطاف مصطدمة بسياج المطار. وأسفر الحادث حينها عن إصابة طاقم الطائرة المكون من طيارين ومضيفة بجروح، كما تعرضت الطائرة – وهي من طراز Hawker 800XPi – لأضرار مادية جسيمة.

وما يضاعف من وقع هذه الأحداث هو أن الظروف الجوية في المرتين كانت طبيعية،.. دون تسجيل رياح قوية أو أمطار أو ضباب،.. كما أن النشرات الجوية الخاصة بالملاحة الجوية (NOTAM) لم تتضمن أي تحذيرات أو إشعارات خاصة بالمطار،.. ما يطرح تساؤلات مقلقة حول الحالة التقنية للمدرج ومرافق الاستقبال الجوية بمطار فاس سايس.

- Ad -

في هذا السياق، تثار علامات استفهام مشروعة حول مدى التزام إدارة المطار،.. الخاضعة لإشراف المكتب الوطني للمطارات (ONDA)، بإجراءات الصيانة الدورية والمراقبة الوقائية،.. خاصة بعد الحادث الأول في أبريل.
هل جرى تفعيل مراجعة تقنية للمدرج؟ هل تم إطلاق خبرة مستقلة للوقوف على سلامة البنية التحتية؟ وأين هي خلاصات تقارير التحقيق إن كانت فعلا أنجزت؟

حادثان، بطائرتين مختلفتين، وفي نفس النقطة الجغرافية، وفي أقل من أربعة أشهر… وقائع لا يمكن التغاضي عنها، وتستدعي من السلطات المختصة، مدنية وعسكرية، التفاعل بحزم،.. ليس فقط من منطلق التحقيق والمساءلة، بل أيضا لحماية أرواح الطيارين والمسافرين في المستقبل.

مقالات ذات صلة